ميشال سعادة يكتب قَالَ لهَـا …

قَالَ لهَـا …

 

قَالَـتْ

دُونَ أَن تَقُـول …

 

لَيسَ لَدَيَّ وَقتٌ إلَّا للكِتَابَـةِ

عَنـكِ وَلـكِ

لَيسَ لَدَيَّ وَقتٌ إلَّا لِوَقتٍ أَقضِيـهِ

فِي حَدِيقَـةِ عَينَيـكِ

أَلغَيتُ مَوَاعِيدِي مَعَ جَمِيعِ النِّسَـاءِ

لأَنَّ امرَأَةً وَاحِدَةً وَحِيدَةً

مَلَكَتْ عَلَيَّ القَلبَ وَاللِّسَـان

تَملِـكُ مِفتَـاحَ الجَنَّـةِ وَالحُـبِّ

تَحمِلُ صَولَجَانَ الكَلِمَـةِ

وَشَرَارَةَ الحَـرفِ

تَعُودُ عَلَى جَنَاحِ النَّصـرِ

فِي عَينَيهَـا خُيُوطُ الشَّمسِ

وَأطيَافُ السَّعَـادَةِ

 

قَالَتْ لِلحُـبِّ –

إِبتَكِـرِ اللُّغَـةَ وَليَكُنْ مُعجَمُـكَ

للنَّورَسِ مَسـرًى

لِلجَسَدِ يَفتَحُ كِتَـابَ الفَجـرِ

يُسَامِرُ نَجمَـةً تَتَبَرَّجُ فِي حَـالِ انتِظَـارٍ

 

قَالَ _

كَمْ مِن نَجمَـةٍ تَلَطَّتْ وَرَاءَ الغَيـمِ

تَشتَمِلُ بِأَثوَابِـكِ

فَأَغرَتْ وُجُوهَ الأَرضِ

وَمَبسِـمَ العُشَّـاقِ

وَوَردَةً تَفَتَّـحُ أَكمَامُهَـا

عَلَى فَـمِ النَّهـرِ

وَوَجـهِ الحَجَـرِ !

 

كَمْ كَمَّـمَ عَاشِقٌ فَـاهُ بالقُبُـلَاتِ

يَحصِدُ سَنَابِـلَ الحُـبِّ !

كَمْ مِن رَبِيعٍ تَلَمْلَـمَ زَهـرُهُ

حَنَّ إِلى شِتَـاءٍ

يُرَوِّي عَطَشَ الأَرضِ

وَيَفتَـحُ دَفَاتِـرَ الشَّهِيَّــاتِ !

 

قَالَـتْ لِلحُـبِّ –

لَيسَ كالخَرِيفِِ فَصـلٌ يُعَـرِّي الشَّجَـرَ

تَشتَاقُـهُ _

عَلَى خَفَـرٍ مَحَابِـرُ الشُّعَـرَاءِ

وَأَطفَالٌ زِينَـةُ الدُّنيَــا

يَتَوَسَّمـوُنَ خَيـرًا

فِي الطَّرِيـقِ إِلى كِتَــابِ !

 

أَلكِتَـابُ حَالَـةُ اكتِئَـابٍ

غَابَـةٌ تَحكِي للنَّبـعِ قِصَّـةَ العَطَشِ

هَـاتِ القَلَـمَ

يَا رَجُـلًا رَحْـبَ الفَهَامَـةِ

عِندِيَ المِيـمُ وَالنُّـونُ مَـدًى رَحْبٌ

وَهَـا أَنـا امرَأَةٌ

مِحبَـرَةٌ خَضـرَاءُ

إِنْ جَفَّ حِبـرِي

نَشَفَـتْ عُـرُوقُ الكَلِمَــاتِ

 

هَـا أَنَـا ذَا الكِتَـابُ

إِفتَـحْ صَفَحَاتِـهِ

زَهـرُهُ مَوَائِـدُ أَحلَامِـي وَأَنغَامِـي

لَن يَنفَدَ الحُبُّ مَا لَم تَجِـفَّ

مَحَابِـرُ النَّشَـوَاتِ

 

يَا رَجُلًا شِئتُـهُ رَفِيـقَ حُبِّـي

أَنِيسَ دُربِـي

خُذْ جَسَدِي يَبتَهِـلُ لَـكَ

يَلَـجُّ بِـهِ الهَـمُّ وَالشَّـوقُ

يَرجُو مَطَـرًا

يَسَّاقَـطُ كَخُيُوطِ الحَرِيـرِ

 

هـاتِ شَفَتَيـكَ النَّدِيَّتَينِ

أُدنُ مِنِّـي

فَنَلعَبَ وَنَلغَـى بِرِيـقِ الشَّبَـابِ

هَـاتِ عَينَيـكَ عَلَـيَّ بَحـرًا

حِينَ الجسَدَينِ يَنغَمِسَـانِ

دَعْ سَاقَـيَّ تَحضُنَانِـكَ حُـرُوفَ لِيـنٍ

تَستَدِيـرَانِ عَطفًـا عَلَـيَّ كَعَنكَبُـوتٍ

تَنقَضُّ تَشبِكُنَـا بِأَطـرَافِ دَالِيَـةٍ

نَحتَسِـي خَمـرًا

نَنتَشِـي طَرَبَـا !

قُلْ لِلعِنَبِ أَنْ يَظَـلَّ عَلَى الوَعـدِ

وَللقَمَـرِ شَلَّالَ صُـوَرْ

 

آدَم –

كُلَّمَـا رَأَيتُـكَ عَاشِقًـا مُتعَبًـا

وَاجِمًـا تَرُومُ وِصَـالًا

بسَطتُـكَ أَرضًـا

وَالعُشبُ زَيَّـانُ

يَبسِمُ لأَغصَانٍ تَعرِفُ أَورَاقُهَـا

شَـوقَ البَرَاعِـمِ للـزَّهـرِ

تَعرِفُ ما أَنـتَ جَنَيـتَ

ما أَنـا جَنَيـتُ

إِنَّ الجُذُورَ تَعِـي شَهِيَّـاتِ الشَّجَـرِ

تَكتُبُ قَصَائِدَهَـا تَحـتَ الأَرضِ

بِحِبـرِ التُّـرَابِ !

 

آدَمُ صَدِّقْ _

إنَّ الطَّبِيعَـةَ تَتَعَـرَّى إِغـرَاءً

تَرتَدِي أَورَاقَهَـا إِغـوَاءً

لأَجفَـانِ السَّحَـابِ

سَحَـابٌ

يَرتَمِـي

فِـي

أَحضَانِهَـا لَطفَـانَ

يَكتُـبُ مُذَكَّـرِاتِ

مَا قَالَ الهَـوَاءُ للمَـاءِ !

 

آدَمُ –

كُنْ غَيمًـا يَرُشُّ المَـاءَ بِالعَـدلِ

عَلَى جَبَـلٍ

عَلَى تَـلٍّ

عَلَى سَهْـلِ

عُلُى وَادٍ

 

هَا أَنـا امرَأةٌ

أَلغِيـتُ تَرسِيـمَ الحُدُودِ

جَمَعتُ اللَّيـلَ بِالنَّهَـارِ

مَا عُـدتُ أَقـوَى

عَلَى إخفَـاءِ عَطفِـي وَشُجُونِـي

بِـتُّ طَـوعَ يَدَيـكَ

نَغفِـرُ خَطِيئَتَنَـا الأَصلِيَّـةَ

وَنُصَلِّـي !

 

صَدِّقنِـي –

ألحُـبُّ هُـوَ الأَقـوَى

كُلُّنَـا فِـي الحُبِّ ضُعَفَـاءُ

نَعـرِفُ أَنَّ الأَرضَ كِتلَـةٌ مَجمُوعَـةُ الأطرَافِ

وَكَـذَا الكَوَاكِـبُ تَسبَـحُ فِـي النُّـورِ

تَضبِطُ إيقَاعَهَـا

عَلِى سُلَّـمِ الحَرِكَـاتِ

وَعَلَى السُّكُـون !

 

آدَمُ –

هَـا أَنَـا عَلَى سَرِيـرِ الدَّهشَـةِ

َ لِي هَـوَايَ وَأَجهَـرُ

خَلَعـتُ أورَاقِـي

نزَعتُ وَرَقَـةَ التِّينَ

بِـتُّ جُمْـعَ الفَضَـاءِ

أتَمَـرأَى فِي مَرَايَـا جَسَدَينَـا

عَلَى انبِسَـاطِ اللَّيـلِ

وَانفِـرَاجِ الفَجـرِ

كالعَـادَةِ أَنَـا _

بِـي حَنِيـنٌ إِلى الحَنِينِ

إِلى شَجَـرَةِ تُفَّـاحٍ قُبَالَـةَ نَافِذَتِـي

تَخلَـعُ أَورَاقَهَـا فِي الخَرِيـفِ

وَحِينَ أَشَـاءُ

احتِفَـاءً بِأَمطَـارِ الوُعُـودِ

تَشتَمِلُ بِثَوبِهَـا فِي الرَّبِيـعِ

تَكتُبُنَـا شِعرًا مُنذُ أَوَّلِ عِصيَـانِ

 

أَنَـا يَـا سَيِّـدِي !

امرَأَةٌ عَاشِقَـةٌ صادقـةٌ

وَاهِمَـةٌ .. عَصِيَّـةٌ

لكِنِّيَ وَهـجُ الطِّيـبِ

سَمحَـاءُ

قُـلْ مَا شِئـتَ

طِيِّبٌ لأَجلِـي

جَمِيلٌ لأَجلِـكَ أَنْ أُمـزِّقَ خِمَـارِي

إِرْبًـا إِرْبًـا

أَنْ أَعُـودَ إِلى جَنَّتِـي

دَارِيَ الأُولَـى

أَهِبُـكَ ما حُـرِّمَ كَذِبًـا عَلَينَـا

مِـن ثِمَــارِ