يوميات فراشة
كلّ لحظة تحمل بين طيّاتها مشاعر المحبّة والحنان، وكلّ صورة تعكس عالماً من النّبل الإنساني والوفاء، وهو أمر يصعب على اللسان التّعبير عنه، فهو أعظم وأسمى من أن يوصف بالكلمات.
هذا هو الشّعور الّذي أهديه إلى صديقتي منية نعيمة جلال، وأنا على ثقة تامّة أنّها تشعر بنفس المشاعر تجاهي.
الصّداقة في الوسط الثّقافي ليست مجرّد حضور لأمسيات، أو الاستماع لك والتّصفيق، أو كتابة تعليق مثل “رائع” أو “مبدع” ثم المضي قدماً، بل الصّداقة الحقيقيّة تعني الوفاء بالعهد، وحفظ المودّة، وعدم التّغيّر بتغيّر الظّروف أو الزّمان والمكان.
الصّديق الحقيقي لا يستغلّ ضعفك أو صعوباتك كي يرفع من نفسه، ولا يتدخّل دون احترام في خصوصيّاتك، ولا يتلفّظ بكلمات قد تسبّب لك الحرج.
الصّداقة هي رابطة مقدّسة، وكائن جميل، ولهذا نقول كثيراً:
“صديق العمر” أو “الأخ الّذي لم تلده أمّي”.
فأين اختفت هذه الكلمات وهذه القيم الإنسانيّة؟
وأين ذلك الاحساس العميق تجاه الصّديق، ومشاركته آلامه دون أن يُشعر صديقه بذلك؟
أوجّه كلامي إلى من لا يعيرون هذه الأمور أدنى اهتمام:
متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا ً؟
فلا مكان للانتهازيّة ولا للتجريح، أو التّدخّل في أدقّ تفاصيل حياة الآخرين…
(ومن يدرك المعنى، يفهم).
يوميات فراشة
سليمى السرايري
Discussion about this post