تراتيل إلى دمشق
دمشقُ …
سقفُ الرّيحِ
حين تهبطُ السّماءُ على نفسها
وسلّمُ النّهرِ نحو ذاكرةٍ
أضاعتها الخيول …
مدينةٌ ترتدي ظلَّها
كما ترتدي العذارى
غموضَ الضّفائر
وتسرّبُ أسماءَها
في جرارِ العطش
لئلا يصيبَها زبدُ النّسيان ….
في دمشْقَ
يتقاطعُ الزّمن
مع خطواتِ الحمائم
وينمو النّسيجُ بينَ حرفين
فتُصبحُ القصيدةُ
ماءً يُخفي جرحهُ
تحتَ ثوبِ الياسمين ….
دمشقُ
طينُ الفجرِ الأوّل
حين تنفّستِ الأرضُ أنفاسها الأولى
وتعثّر الضّوءُ بوردةٍ
كانت تعرفُ الطّريقَ إلى الله……
بين حناياها
تنتصبُ القبابُ كأذرعِ صلاةٍ
لم يقطعها سهمٌ ولا ريح…..
دمشقُ
يا فسيفساءَ المدى
ويا خفقةَ الرّملِ في صدرِ الطّريق
لم يبقَ لنا إلاكِ…
ولا بقي لنا منكِ
إلا صدى الحنين……
دمشقُ ….
أيّتها القصيدة الّتي كُتبتْ
بحبرِ الانتظار
وأُحرقتْ
بأكفِّ الغياب…
سلامًا عليكِ
حين تنامينَ على أكتافِ الرّيح
وحين تستيقظينَ
زهرةً من دخان….
دمشقُ …..
أيّتها العائدةُ من غبارِ العصور
كيفَ صرتِ مزارًا للحنين
ولم تبقِ للعائدين إلا ظلّهم؟
دمشقُ …..
أيّتها العابقةُ بالنّدى
لماذا كلّما رفعنا رؤوسنا
أمطرتِ أعيننا؟
جان كبك ________
سوريا
Discussion about this post