☆《اليومَ عشْقُ القُدسِ نَعلو مِنْبرَهْ》☆
بقلم الشاعرة … سعيدة باش طبجى
بالأمْسِ في حُلْمي أتاني عنْترَةْ
والقُدسُ ثكْلى والقَوافي مُعسِرَة
والأفْقُ یرْزحُ تحتَ أحمالِ اللّظی
ورُبُوعُ غزّة قدْ غدَتْ كالمقْبرَة
فرأيْتُهُ و الحُزْنُ يَذْبَحُ رمْشهُ
يبْكي على طَللِ الرُّبُوعِ المُقْفِرَة
يبْكي وفي جَوْف المَحَاجِرِ عتْمةٌ
يبْكي وفي جُرْف الحَناجِرِ غرْغرَة
اللّه أكبرُ.. قال لي في نَخْوةٍ
تُرْغِي وتُزْبدُ كالمُدَى مُسْتَنْفرَة :
هل حُرمةُ الأقْصَى اسْتباحُوا طُهْرَها؟
أدِیارُ غزّةَ قدْ غدَتْ مُسْتَعمَرَة ؟
اللّهُ أعطاكُم سُلافَةَ خَلْقهِ
أرضَ الكرامةِ والعطايا المُبْهِرَة
هل صُنْتُمُوها؟ أمْ أبَحتُمْ هَدْرَها
بِعتُمْ بلا ثمَنٍ رُباها المُزْهِرَة ؟
وتَركْتُم الغِربانَ تَكْرَعُ شهْدَها
وتَعُبُّ رَيَّاها بِملْء الحُنْجُرَة
أسَفي علَى مَجْدِ العرُوبةِ كيْفَ ضَاعَ
سَبَهْللًا والشِّعرُ أضْحَى مَسْخَرَة
ما عادتْ الأسْيافُ تبْرُقُ كاللّمَى
في ثَغْرِ عبْلةَ أو كنَارِ المِجْمَرَة
ما عادَ لي قَلمٌ لأصدَحَ بالهَوى
أكرَى الحَماسُ وساحَ دمُّ المِحبَرَة
فلَتَعذرِي حُزْني وهَبَّةَ غَضْبَتِي
ما عادَ لي مَجْدؑ هنا کيْ أخْسَرَة
☆☆☆
يا عَنْترَ الأبْطالِ لا.. لا تَعتَذِرْ
مِنْ نبْضِكَ الفَوّارِ نَرجُو المَعذِرَة
حُكّامُنا فِي حَمْأة الأطْماعِ یَسْري
بَغْيُهُمْ وعَدُوُّنا مَا أحقَرَهْ
کُلُّ الأفاعِي في السُّمُومِ تَنافسَتْ
عُرْبٌ و غَرْبٌ والشُّرُورُ مُدَبَّرَة
لا تَبْتٸِسْ فشُعُوبُنا لا تنْثَني
لا شَيْءَ یقْدرُ حَقَّها أنَ یَنْحَرَهْ
ما أخْرسَتْ نارُ القنابلِ جذْوةً
فيها وعَينُ العزّ دوْمًا مُبْصِرَة
سَیَمُورُ منْ جُرْفِ الشّظايا و الحُطامِ
شُعَاعُ أنْوارِ الأمانِي المُزْهِرَة
و نَرى السّلامَ على قِبابِ صُمُوِدنا
يَعلُو و يَغْرِسُ في الأرَاذِلِ خِنجَرَهْ
☆☆☆
لَمْلِمْ مِدَادَك يا يَراعِي و اعْتَبِرْ
و كَفاكَ تزْرَعُ في السُّطورِ الثَّرْثرَة
جرّدْ حُسَامَكَ سيْفَ حَقٍّ قاطعٍ
في وجْهِ مَنْ طُهْرُ الطُّفولةِ أهْدَرَهْ
و العزُّ و الشّرفُ الرَّفيعُ على الثَّرَى
ساحَتْ شَمائلُهُ بسَاحِ المَجْزرَة
ماعادَ همْسٌ في صَباحاتِ النّدَى
ما عادَ شِعرٌ في اللّيالي المُقْمِرَة
ما عادَ عِشْقٌ في الأماسِي يزْدَهي
اليوْمَ عِشْقُ القُدْسِ نَعلُو مِنْبرَهْ
اليومَ تَصدَحُ بالنِّضَالِ حُرُوفُنا
لتَحُوك بُرْدًا للشّهيدِ وتنْصُرَهْ
اليوْم تمْشُقُ للنّضالِ سُيوفَها
فوق المآذنِ والقِبابِ مُكبِّرَة
يَا أحرُفي الغَرّاءَ يا سيْفي و يا
صَوْتي لأرضٍ بالدِّماءِ مُعَفَّرَة
اليَوْمَ نَضْرِبُ موْعدًا لمَخَاضِنا
لا تَخْذُلينِي فالوِلادةُ مُعسِرَة
سنَكُونُ يومًا للسّلَامِ حَمامةً
واليومَ كُونِي في المعَاركِ عنْترَة ☆
بقلم الشاعرة ….《☆سعيدة باش طبجي ☆تونس☆》
.
Discussion about this post