وثبت نحوك مشتاق الخطى فثبي …

(  وثبت نحوك

     مشتاق الخطى

       فثبي)

   بقلم الشاعر والكاتب … صالح سعيد المشرقي

عدن تهاوى جدار الليل فانتصبي 

وامحي دجى السهُّد من عينيك والنصب

مدي ذراعيك للأحباب سيدتي 

وعانقيهم عناق الشعر للادب

ياجنة الأرض لُمّي واحضني مهجا

تبعثرت في فيافي اليأس والتعب

جاءت إليك كرملٍ يشتكي عطشاً

فسلسلي قطر غيم الوصل وانسكبي

نعم اتينا …كفوفا  ملؤها وطناً

ماعاد بالنثر او بالشعر والخطب

بل من جراحات  ابطالٍ ومن مهجٍ

سآلت ومن وحي حلف الأُمة العربي 

جئناك والشعر والآمال هاتفة:ً

دوسي..على شوك درب الخوف واقتربي 

اتعرفيني!! أنا الطفل الذي سكبت

عيناك فيه منئ معسولة الحلب 

اتعرفيني أنا الشاب الذي اتقدت

في روحه تحت ظلك باقةُ الصخب 

اتذكري شاعراً ياطالما رشفت 

عيناه من شفتيك خمرةَ الأدبي

فسافري في شجوني واسكني المي 

تنفسي آه قلبي واشربي تعبي 

ولتبحري في أحاسيسي وفي شغفي 

تذوقي مر عيشي واحضني لهبي 

من قبر قحطي ومن أسوار معتقلي

وثبت نحوك مشتاق الخطى فثبي 

وسامريني كما كنا بلا ملل 

نسامر الحلم وسط الساحل الذهبي 

وحدثيني كما كنّا على مهلٍ 

نشرب كؤس حكاوي بحرك العربي 

ياقبلة الشوق يامعشوقة نُسجت

من نبض خافق امي يافؤاد أبي

عدن رجعت فهل ترجع نسائمها 

لتمسح الهم من وجدان مغترب 

وهل تعود لدنيانا ابتسامتها 

تلك التي عن سماء الروح لم تغب

رسمت صيرةَ في اشواق اجنحتي 

وطرت كالطير بين الارض والسحب

أضل دربي فتهديني مآذنها 

اخبو فتنساب مثل النور في عصبي

اغفو فتسكب في عيني عذوبتها 

وتزرع الضوء بين النون والهدب 

اظمى فاشرب من نهر ابتسامتها 

حتى الثمالة خمر العشق كالعنب 

ياعش عمري انا الطير الذي سرقت

انفاسه خطو درب  التيه والهرب 

قص الزمان جناحاتي والبسني

ثوبا من الجهل مصنوعا من الخشب

كفاني ماعشته دهرا معاتبتي 

فما على الطائر الميمون من عتب

شمسان هبت مواسم ريح وثبتنا 

ودمدم الليل حافي الوجه مضطرب 

صيّر ظلالك سوطا كي تروضه 

واشحن وقارك تيارا من الغضب 

اعد لبيرق شعبي  لون عزته

واغسله من شائبات الزيف والكذب 

وقل لعشاق لعب الموت يرتحلوا 

فقد تولى زمان اللهو واللعب 

شمسان حطّم قيود القهر فانطلقي 

وفي سماوات روح الثورة انتصبي

دقي نواقيس عرس الصبح وانتفضي 

وغادري خدر ليلك يابنت الحسب.