صَدَى الوَرَقَةِ الأخِيرَةِ
فِي صَمْتِ اللَّيْلِ
يَعْزِفُ الكَمَانُ أَنْفَاسِي
تَسْقُطُ الْكَلِمَاتُ
كَأوْرَاقٍ يَابِسَةٍ
تَغْرِقُ رُوحِي
فِي تِيَارٍ طَوِيلٍ مِنَ الحَنِينِ
شَاحِبٌ كَظِلِّ المَاضِي
وَصَدْرِي يَثْقُلُ بِالْوَقْتِ
أَسْتَعِيدُ وُجُوهَ الرَّحِيلِ
أُمْسِكُ الْهَوَاءَ
أُرَاقِبُ اللَّحَظَاتِ
تَذُوبُ فِي الضَّبَابِ
أَبْكِي بِلَا صَوْتٍ
بِلَا دُمُوعٍ
بِلَا أَسْمَاءَ
أَذْهَبُ حَيْثُ لا يَصِلُ الزَّمَانُ
الرِّيحُ تَقْرَأُ أَوْرَاقِي
تَهْمِسُ بِأَشْعَارٍ
تَعُودُ صَدًى فِي صَدْرِي
أَجْلِسُ عَلَى حَافَةِ الغِيَابِ
أَسْمَعُ أَنْفَاسَ الرِّيحِ
كُلُّ وَرَقَةٍ هَمْسَةٌ
كُلُّ ظِلٍّ حُزْنٌ قَدِيمٌ
اللَّيْلُ يَتَلَوَّى فِي نَافِذَتِي
ضَوْءٌ بَاهِتٌ عَلَى الْجُدْرَانِ
أَكْتُبُ فِي صَمْتٍ
حُرُوفٌ تَتَسَاقَطُ كَالْرَّمَادِ
ذِكْرَيَاتِي تَتَسَلَّلُ
كَالنَّسِيمِ بَيْنَ أَصَابِعِي
تَخْتَبِئُ فِي الزَّوَايَا
تَهْمِسُ بِأَسْمَاءَ لَمْ تُذْكَرْ
أَضْحَكُ أَحْيَانًا
كَمَنْ يَقْرَأُ مَذَكِّرَاتٍ سِرِّيَّةً
ثُمَّ أَذُوبُ فِي صَمْتٍ أَطْوَلَ مِنَ اللَّيْلِ
كَمَا يَذُوبُ الخَرِيفُ فِي الأَرْضِ الْمُبَلَّلَةِ
وَفِي آخِرِ اللَّيْلِ
حِينَ يَسْكُنُ الكَمَانُ
وَتَخْبُو الرِّيَاحُ
تَتَجَمَّعُ الذِّكْرَيَاتُ
تَرْقُصُ أَوْرَاقُ الخَرِيفِ
عَلَى نَغَمَاتٍ صَامِتَةٍ
يُصْبِحُ الصَّمْتُ عَزْفًا طَوِيلًا
يُعِيدُنِي لِكُلِّ مَا كَانَ
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































