عُيُونُكِ
بَحْرٌ مِنَ الأَسْرَارِ تَتَدَفَّقُ أَضْوَاءً،
وَذِكْرَى تَنْسَجُ عَلَى شَفَتَيَّ قَمَراً
يَغْسِلُ أَحْلَامَ المَسَاءِ.
كِتابُكِ مَكْتُوبٌ بِحِبْرِ النَّدَى،
كُلُّ حَرْفٍ ظِلُّهُ يُغَنِّي،
وَاللَّيْلُ يَرْقُصُ فِي شَغَفِ العِطْرِ
حِينَ تَمُرِّينَ.
مِنْ أَيْنَ تَأْتِينَ؟
أَمِنْ سِحْرِ النُّجُومِ أَمْ مِنْ صَمْتِ الوَتَرِ؟
أَمِنْ رِحْلَةِ القَمَرِ الضَّالِّ بَيْنَ الشُّهُبِ؟
لُغَتُكِ تَحْمِلُ نَبْضَ الأَنْهَارِ،
وَصَوْتَ الرِّيحِ إِذَا عَزَفَتْ عَلَى أَضْلَاعِ الزَّمَنِ.
أَنْتِ الغِيمَةُ الَّتِي تَسْكُبُ فِيَّ حُروفاً،
وَأَنَا البُحَيْرَةُ الَّتِي تَعْكُسُ أَلْوَاحاً مِنْ نُورِكِ،
كُلَّمَا مَرَّتِ السَّنَوَاتُ
صِرْتُ أَقْصُدُ أَسْفَارِي إِلَى عَيْنَيْكِ:
مِينَاءَ الذَّاكِرَةِ الأَبَدِيَّةِ.
اكْتُبِينِي مَطَراً..
وَارْسُمِي عَلَى جَبِينِ الوَقْتِ وَجْهَكِ،
فَكُلُّ كَلِمَةٍ تَنْزِلُ مِنْ سَمَائِكِ
تَحْمِلُ العَالَمَ مَرَّتَيْنِ:
مَرَّةً فِي الخَرِيفِ،
وَمَرَّةً فِي دَفْتَرِ الشِّعْرِ
الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق
Discussion about this post