فلسفة الاستحمار ..
بقلم : سلمى صوفاناتي
قالوا :
لأنّ الخيل قد قلّت تحلّت ..
حمير الحي بالسّرج الأنيق ..
إذا ظهر الحمار بزيّ خيل ..
تكشف أمره عند النّهيق ..
حاولتُ يومًا أن أقنع حمارًا أنّه حصان!
قلتُ له: “ما رأيكَ في كِسر روتينك اليومي ؟ غيّر شكلكَ قليلًا، ارفع رأسك، امشِ برشاقة، وانْهِر كما ينبغي للأصيل أن ينهر!” .
نظر إليّ ببراءةٍ تليق بحمارٍ يعرفُ نفسَه جيّدًا، وقال:
“وماذا سأستفيد؟ هل سأحملُ أقلّ؟ أم سأطير في حلبات السّباق .
ضحكتُ من سذاجة الفكرة.. فالحمار يظلُّ حمارًا، حتّى لو ركض أمام المرايا كلَّ يوم، أو ارتدى سِرجًا مطرَّزًا بالذّهب!
بعضُ البشر كذلك.. يُخيّل إليهم أنَّ التّمثيلَ يُغيّر الحقائق، فيُقلّبون وجوههم كالأحجية، ويظنّون أنَّ الأقنعةَ تُغطّي مابهم من العيوب .
لكنّ الحقيقةَ الوحيدة هي أنَّ من وُلدَ ليحملَ الأسفارَ على ظهره.. لن تتحوّل أذناه إلى “سمّاعات أريستقراطية” بمجرّد أن يرفعَ ذيله!
فيا مَن تُزهِدُ نفسَك في التّغيير.. لا تُرهقها.. فليس كلُّ من ركضَ خلفَ الخيول أصبحَ فارسًا!
بعضُهم ظلَّ يجرّ خلفه ذيلَ الحمار.. ولم يدرك أنّه كان يجلدُ نفسه بسوطِ الوهم!
(المغزى من القصة :حتّى لو علّمتَ الحمارَ العوم، سينتهي به المطافُ وهو يجرّ الماء إلى النّاعورة بنفسِ الأسلوب!)
Discussion about this post