الشاعرة العربية
نجوى النوي
تساؤلات على رصيف العمر …
ماذا تبقّى منك أيها العمر الشقي
لا أحلام ..لا أمنيات
لا ذكريات تُطل
تبدو غريبا…كئيبا
لا تملك شيء
منذ البدايات وانت تعافر
الكذبة الكبرى…
تمثيليةً باخراجٍ عربي
أولها حينما هبوا جميعا
ألا احموا النبي!!!
ألا يعلمون أن نبيَّ الله …
يحميه العلي…
أوهمونا طيلة قرون
أننا من حرّر الأرض
بسيفنا الأبي
وأن الغزاة هزموا
ببطولات وفتوحات الإسلامي
هو الزّيف الذي سرى
ملأ عروضنا بوهم سرمدي
وحده الله من يعلم من انتصر
ومن كان القوي!!
قتالا واقتتالا ، على الكرسي
تبّت يدى البدايات اللّئيمة
بخّرت ثوابتك يا علي
لم يبق من رسائلك
إلاّ التزاحم…والتلاحم والقنابل
صدأت سيوفنا وتكسّرت العصي
ماذا تبقّى لديك أيها العمر الشقي
صدم اللّيل فغارت نجومه
تحت الدّسائس والوساوس
لا صوت يعلو فوق العويل
لا جرس يرنّ…لا ماذن تعتلي
تغيّر رسمك…تشوّه…تبدّل
حتى صرت تُتّهم بالوفي
غارو على اسمك…
صرت شبيه الوطني
ماذا أسميك بعد كل هذه الهزائم
غير الشّقي…
صراخ هنا…بكاء هناك
خراب هناك..حطام هنا
مات الشهيد…سقط الجندي
دمى تحرّكها الأوغاد
باعوك بثمن بخسٍ…أيّها الأبي
دمارُ الرّوح يدوي بالفضاء
المقابر تملأها جثث الغرباء
صفّارة الظلم…تحدث زلزلة ودوي
الوجوه ضاحكة هناك….
القلوب باكية هنا…..
لا أحد من بني هذه الأرض سوي
غرباء نحن أيّها الوطن
وحدك من يلحظ فوضانا
وحدك من يشتم رائحة دماءنا
ووحدك تشهد كيف يموت الشرفاء
ليحي القوي….
وحدك من تتسامر مع السّجناء
بفيضك وعطاءك السخي
ماذا تبقّى منك أيها العمر الشقي ؟
تدحرجت وريقاتك
تحت وخز الضّربات
تهاويت من الشّرفات
سئمت الرذائل أيّها التّقي
السراب يلفّ أطرافه
ليرمي بها إلى بؤرة الخيبات
تدمع أضلعك الهزيمة
لم يبق بجوفك أيّ شيء
ماذا تبقّى منك
لتنفُخ على فحم الذكريات
زُجَّ بك أخيرا بقبوٍ رديئ
فماذا تبقى منك أيها العمر الشقي
الظّلام يحوم بكل الأجزاء
وحدها نملة البدء ترمق ما تجلّى
وتلتقط فتات الوقت بإصرار سوي
ووحدها من تُمزّق شرايين الصّعاب
عنيدة نملة البدء تكرّر التجربه
بإصرار واقتدار لا ينتهي
كم أنت عظيم أيها الطّين
تلطّخ كل الوجهات…وكل الزوايا
تتشكّل… فتتشكّل …أصداء لا ترتوي
عطشى أوردة الحنين والأمنيات
يخاصمها الوقت…والمقت
تسقط بين براثين الزمن الشّجي
أيتها النخلة القابعة بروضة المنتهى
ما بيني وبينك سلوى الفؤاد
وكل الذكريات البهيّات
والرّطب الشهي
مالها المرارة تحوم لتكنس
ما طاب من ردهات الزمن البهي
ماذا تبقّى منك أيها العمر الشقي ؟
لا أحلام تراوح الروح
كل شيء يبدو ببهتة الخيبات يسري
سريعا…شنيعا…لا يفقه شيء
تدور أحداثه بين الطّيف والزّيف
بين الكيف…والحيف
بين الوقت…والسّيف
بين مترادفات وصراعات
لا طهر ببيتك يا ابراهيم
كلّ الأشياء تداخلت…تناحرت
يبدو الشقاق…والنّفاق
في ما بينها قوي
فماذا تبقى منك أيها العمر الشقي ؟
لا قبلة ولا صراط لنا
لا شاهدا ولا رقيبا هنا
كلّ شيء ببؤرة الأحزان كئيبا
لا نخشى النّهايات…لا نرهب شيء
ماذا تبقّى منك أيها العمر الشقي ؟
كلّ اللّعنات صُوّبت تجاهك
كلّ الطّعنات غربلت جسدك
لم يبق لك مكانا تختبئ فيه
كل الرّدهات أغلقت
صرت خارج بوتقة الصّبر
فماذا هيأت للقبر أيّها التّقي ؟
أماِزلت للخلاص ترتجي
أمازَالت حياتك لم تنتهى
فماذا تنتظر أيّها الصّبر الغبي
وماذا تبقّى منك أيها العمر الشقي ؟
الشاعرة العربية
نجوى النوي
تونس
Discussion about this post