بقلم الأديب… غازي شحادة قيس
بين العقل والقلب
قالت العرافة:
العقل والقلب متضادان متكاملان فالعقل يمتاز بالتركيز والمنطق أما القلب فيمتاز باللين والحب،فحتى تكون حياتنا متوازنة يجب أن يكون العقل والقلب في توازن مستمر للحفاظ على سلامة الإنسان،فالعقل هو العين الصاحية ضد الأخطاء الناتجة عن فيض العاطفة.
أنظر إلى هذا الكون العظيم وتأمل تفاصيله الدقيقة ،هل هو صنع القلب؟
أنا أتكلم عن العقل العظيم الواعي المبدع الخلاق الذي خلق هذا الكون بهذه الدقة ،فلو تعطل جزء صغير لعمّ الخراب والدمار …
لا أعتقد أن القلب هو الذي اخترع الدواء والتكنولوجيا والحداثة ولا اللغة ولا كل هذا التطور الذي نشهده اليوم…
إذاً العقل هو الحكمة والمنطق والذي يفتقر إلى قوة العقل وسلطانه يشبه السيارة التي تشق طريقها ليلاً بدون أن تضيء مصابيحها فتضل …
لكن العقل بلا قلب هو كالآلة التي تعمل بقوة دفع ذاتية فيأتي عملها صلباً لا حياة فيه…
فالقلب هذه العضلة التي بحجم قبصة اليد هو الذي يضخ الحياة في العقل ويلطف من حدة قراراته فيوجههه إلى فعل الخير ويرفده بالحب والعاطفة والحنان …
العقل البشري اخترع كل أدوات القتل والدمار والسيطرة والاحتكار ،وما نراه اليوم من حروب ودمار واستباحة دماء الأطفال والشيوخ ما هو إلا ذاك العقل المنفلت من ضوابط المحبة واللين والأخلاق النابعة من القلب ،فالقلب هو الموجه نحو الخير والحب واللين والحنان …
أرى القلب ينفطر عندما يشاهد فعل العقل الجاف المدمر ….
هذا العقل لم يخترع الدواء كرمى لعيون المرضى بل للتجارة والربح كما نراه ونلمسه …تباً لهذا العقل الذي نشر الفقر والأمراض في هذه الدنيا وما المصانع الجرثومية التي تتكشف أسرارها الخطيرة سوى دليلٍ على خطورة العقل المتفلت من سلطان القلب …لقد وردت كلمة القلب في القرآن الكريم بمعنى العقل واللب والفؤاد حيث وردت في قوله تعالى (ختم على قلوبهم) وفي قلوبهم مرض ،ولتطمئن قلوبهم ،وقست قلوبهم…
ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
قال أهل اللغة في مفهوم القلب ومعناه الفؤاد والعقل المحض وخالص كل شيء…
فالعقل بلا قلب هو قنبلة مدمرة متى انفجرت حل الدمار والخراب والموت الزؤام…
فيا أيها القلب أنت القائد فترفق ببني الإنسان وفض محبةً ورحمةً وألفةً كي يبقى هناك أمل بالسلام ….
بقلم الأديب غازي شحادة قيس
Discussion about this post