الشاعرة 《سعيدة باش طبجي☆تونس》
《جانفي 2023》
عَامٌ تَوَلَّى نَسْجُهُ تَعَبُ
أسْرتْ بهِ الأسْقامُ و الوَصَبُ
فيهِ المَدَى قدْ بَاعَ بُهْرتَهُ
و خَبَتْ بأفْياءِ الدُّجَى الشُّهُبُ
والجَدبُ داسَ دُرْوبَ جَذْوتِنا
وتنَمّرَ الإمْلاقُ والسَّغَبُ
هَذِي مَغَانِينا غَدَتْ بُؤَرًا
غاصَتْ بهُوّةِ عَفْنِها الرُّكَبُ
و رُبُوعُنا بِيعَتْ بلا ثمنٍ
عَبَثَتْ بِتبْرِ تُرابهَا النُّخَبُ
وبُغاةُ هَذي الأرضِ مِنْ دَمِنا
عُبُّوا..خَفافِيشًا.. وما تَعِبُوا
والعالَمُ المَحمُومُ في عَنَتٍ
و النّارُ فوْق صَفيحِهِ لهَبُ
حتَّى القوافِي بالأسَى ثُلِمَتْ
والدّمعُ فوْق مِدادِها قِرَبُ
يا ليْتَ هَذا العامَ يَمْهُرُنا
ظِلّا ظَليلا مَا بهِ نَصَبُ
يا ليْتَ أُرجِعْ وهْجَ قافيَتي
ماعادَ لِي فِي كلْمَتي أرَبُ
ياليْتَ عشْتارًا تُقبّلنِي
خَدّا صَقيلًا مَا بهِ نُدُبُ
يا ليْتَ أوْطانَ الهَوانِ غَدًا
فِي دَكّةِ الأمْجَادِ تَنْتَصِبُ
وطُغاةُ هَذا الكوْنِ قد دُحِرُوا
وعلَى جِدارِ الجوْرِ قَد صُلِبوا
ياليْتَ.. ليْتَ.. وليْتَ أخْيلةٌ
أحلامُ نبْضٍ شَفّهُ الوَصَبُ
أوْهامُ داليةٍ حُبْلى بأمْنيةٍ
والرّحمُ خاوٍ ما بِهِ عِنَبُ
أوْ نخْلةٌ والجذْعُ مُنْتصِبُ
لكنْ بِعِذْقٍ مابِهِ رُطَبُ
أو خيْمَةٌ في الرّيحِ واجِفةٌ
ما أسْعفتْها الأرضُ والطُّنُبُ
في عالَمٍ قدْ باعَ نَخْوتَهُ
مَا أفلحَتْ عُجْمٌ و لا عَربُ
هل أكْتفِي بسَرابِ أحجيةٍ
قد شفّها التّخْمينُ و الكَرَبَ
والنّبْضُ مَكْلُومٌ و مُكْتَئبٌ
والحَرفُ مثْلُومٌ ومُغْتربُ
والمُقْلتانِ علَى صَفيح لظًى
والثّغرُ مُرٌّ عافَهُ الشّنَبُ؟
أم إنَّ حرفِي سَوف يُسْعفُنِي
بَوْحًا أصِيلًا ما بهِ كَذِبُ
فأقُولُها و قَصِيدَتي أملٌ
في النّبْضِ والأقْلامِ يَلْتَهِبُ؟
و الشّعرُ رغْم الضّيْمِ يَرتقُ بي
شَرخًا بدَمِّ القهْر يَنْتحِبُ:
“رَغْمَ النَّشِيجِ بِثَغْر مِعزَفِنا
مازَالَ في أوْتارِنا الطّرَبُ
حتَّى وإنْ غِيلَتْ طُفُولتُنا
مازالَ في أحلامِنا اللّعِبُ
حتّى وإنْ كُمَّتْ حَناجِرُنا
ما زالَ في أقْلامِنا الغَضَبُ
حتّى وإن جَفَّتْ مَرابعُنا
مازال في أعذَاقِنا رُطبُ
حتّى وإن شَحّتْ مَنابعُنا
مازال في قلْبِ الثّرَى العَجَبُ
لنْ نقبَلَ الأوْطانَ مُعتَقَلا
ما دام في أقَدامِنا الهرَبُ
مازال عِشْقُ الأرضِ يَسْكُنُنا
يغْفُو على عِطر الثَّرَى الهُدُبُ
في فَيْئِها تَشْدُو عَنادِلُنا
ثَمْلَى ..و يَزْهُو التينُ و العِنبُ
☆☆
هِذي أنا والقلبُ مُنْفَطرٌ
قدْ شفّهُ إذْ لفَّهُ الوَصَبُ
ولْهَى وكَفُِّ الدّهْر تُرجِفُنِي
كالرّيحِ فوْقَ جَناحِها قَصَبُ
أو مَركبٌ تحتَ العُبابِ هوى
قدْ خَانهُ المجْدَافُ و الغَلبُ
لكنْ لنا رَبًّا يُعَمّدُنا
تجْثُو علَى أعتابهِ الرُّكَبُ
يا رَبُّ يسّرْ عُسْرَ مِحنتِنا
وأفضْ غمامًا جُودُهُ قِرَبُ
واجْعلْ هُطولَ الخِصبِ غامرةً
أرضًا سَقاهَا المَحلُ والعَطبُ
واجعلْْ رُبُوعَ الجوْرِ سادرةً
قدْ لفّها الإرجْاَفُ و اللَّجَبُ
قدْ عَبَْتْ الأسْقامُ منْ دَمِنا
فاجْعلْ فُلُولَ الدّاءِ تنْسَحِبُ
وهُطُولَ هَذا العامِ تَمْهُرُنا
ظِلّا ظَليلًا ما بِهِ نَصَبُ
الشاعرة 《سعيدة باش طبجي☆تونس》
《جانفي 2023》
..
Discussion about this post