أَخْبَرَنِي اللَّيْلُ
أَنَّ الخَوْفَ ظِلٌّ يَتَوَارَى
فِي أَزِقَّةِ الذَّاكِرَةِ،
يَسْتَرِقُ السَّمْعَ
لِأَنِينَ الحَقِيقَةِ
حِينَ تُسْجَنُ خَلْفَ
أَبْوَابٍ لَا يَفْتَحُهَا
إِلَّا الشُّجْعَانُ.
وَقَالَ لِي الحُلْمُ
إِنَّ الخَيْلَ الَّتِي تَحْمِلُهُ
لَا تَهْرَمُ،
تَرْكُضُ فِي رِمَالِ القُرُونِ
وَكَأَنَّ الزَّمَنَ
مُجَرَّدُ وَتَرٍ
يَعْزِفُهَا عَلَى مَهَلٍ.
وَالرِّيحُ…
تَأْتِي مِثْلَ رِسَالَةٍ قَدِيمَةٍ،
تَفْتَحُ صَدْرَ الأَرْضِ
عَلَى صَرْخَةِ إِنْسَانٍ
أَضَاعَ طَرِيقَهُ
بَيْنَ النَّجَاةِ وَالفَقْدِ.
يَا أَمَلَ الفُقَرَاءِ،
لَا تَنْكَسِرْ…
فَالأَمْوَاجُ الَّتِي تَبْدُو صَامِتَةً
تُخْفِي فِي أَحْشَائِهَا
غَضَبَ الأَزْرَقِ العَمِيقِ،
وَحِينَ يَكْتَمِلُ المَدُّ
سَيَبْتَلِعُ البَحْرُ
كُلَّ الحِيتَانِ،
وَكُلَّ مَا ظَنَّ
أَنَّ القُوَّةَ
تَدُومُ.
وَحْدَهُ الفَجْرُ
يَعْرِفُ كَمْ نَامَتِ المُدُنُ
عَلَى وِسَادَةِ الخَوْفِ،
وَكَمْ مَرَّتْ أَيَادٍ مُرْتَعِشَةٌ
تُطْفِئُ قِنْدِيلَ الحَقِيقَةِ
قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ العَابِرُونَ.
لَكِنَّ الضَّوْءَ
لَا يَخْضَعُ لِبَوَّابَةٍ،
وَلَا يُشْتَرَى بِصَمْتٍ،
فَهُوَ يَنْفَلِتُ مِنَ الشُّقُوقِ
مِثْلَ طُفُولَةٍ
تُصِرُّ أَنْ تَرْكُضَ
نَحْوَ العَالَمِ،
حَتَّى لَوْ كَانَ
فَاقِدَ القَلْبِ.
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































