وزير الثقافة جمعة الفاخري يكتب… ولكنِّي_نجحْتُ ..!
بابا، لقد فاتني الامتحانُ ..!
خبرُ غيرُ سارٍّ .. إليسَ كذلكَ ..!؟
جئتُ لأوقظَكَ كي توصلَني ..
فوجدتك غارقًا في نومِ جميلٍ..
أَحسسْتُ أنَّكَ تحلمُ ..
شخيرُكَ موسيقا آسرةٌ..
ووجهُكَ وجهُ طفلٍ يحلمُ بالشقاواتِ القادمةِ ..
بالصَّبَاحِ والفراشَاتِ والعَصَافِيرِ والبَالوناتِ الملوَّنَةِ ..
والكرَةِ الحمراءِ الصَّغيرَةِ ..
والأصدقَاءِ الأشقِيَاءِ ..
لم أشأْ أن أرتكبَ حماقةَ إيقاظِكَ ..
أَحْسَسْتُ أَنَّكَ تحلمُ بالقصيدةِ ..
كنتَ تحرِّكُ شفتيكَ كلَّ مرَّةٍ كأنهما تَبْتَكِرَانِ
كلمةً سحريَّةً..!
لعلَّكَ كنتَ تناجي الَّتي تقمَّصَتْكَ منذُ ألفِ اندهاشٍ ..
منذُ ألفِ صبوةٍ .. منذُ ألفِ قصيدةٍ ..
كيفَ لي أن أوقظَكَ ..!؟
ستفرُّ القصيدةُ والأحلامُ والدهشةُ وجلالةُ السُّؤَالِ ..
أيَّ حماقةٍ كنتُ سأرتكبُهَا .. وأيَّ موبقَةٍ .. أيَّ عقوقٍ لأُبُوَّتِكَ الحالِمَةِ ..
إِنَّهُ أصعبُ امتحانٍ يا أبتاهُ ..!!
اكتفيْتُ بأنَ جعلتُنِي ظلاًّ لحلمِكِ الوارفِ ..
لتحلمَ وتحلمَ .. وتحلمَ .. ما هَمَّنِي أن أتغيَّبَ عنِ الامتحانِ..!
وحينَ تستيقظَ يا أبي الجميلَ،
حينَ تصحو من عناقِ القصيدةِ الأنثى ..
الأنثى القصيدَةِ، سأوشوشُكَ بخبرٍّ سارٍّ جِدًّا ..
خبرٍ كفيلٍ بإيقاظِ آلافِ القصائدِ العذارى في أعماقِكَ ..
نعم ، أنا لم أذهبْ للمدرسةِ ..
ولم أدخلْ قاعةَ الامتحانِ .. لكنِّي نجحْتُ ..!
Discussion about this post