واحد من فريق الكاتب أسامة أنور عكاشة
الفنان محمد متولي.. المحامي مصطفى بطاطا في “أرابيسك”
كتب … خطاب معوض خطاب
الفنان الراحل محمد متولي يعتبر واحدا من أهم وأشهر الوجوه الفنية التي كانت تطل علينا في شهر رمضان الكريم، وهو يعد واحدا من نجوم الفن المصري الذين لم يأخذوا حقهم، ولم ينالوا ما يستحقون من تقدير وتكريم لفنهم الراقي وموهبتهم الكبيرة، فهو وإن لم يكن سوبر ستار لكنه واحد من نجوم الأدوار الثانية والمساعدة الذين يطلق عليهم فريق وكتيبة الكاتب أسامة أنور عكاشة الفنية ومنهم سيد عبد الكريم ونبيل الدسوقي والسيد عزمي وشوقي شامخ ومحمود الشاذلي وغيرهم، وللأسف الشديد فإن الأضواء لم تسلط على هؤلاء الفنانين المبدعين رغم أنهم تفوقوا في أدوارهم التي قاموا بأدائها في وجود كبار النجوم، وربما نتذكرهم ويؤثروا فينا أكثر من أبطال الأعمال التي يشاركون فيها.
ولعل مقوماته الشكلية والجسمانية لم تحصره في نوعية أدوار واحدة، فهو فعلا كان مختلفا بأدواره المتنوعة والمختلفة والمتباينة، حيث قام بأداء دور الطيب والشرير والتراجيدي والكوميدي والحرامي والنصاب وتاجر المخدرات وغيرها، ولم يكن صاحب الشخصية الواحدة أو الكاراكتر الثابت، وكان بشكل عام واحدا من الفنانين المخلصين في عملهم، واجتهد في جميع أدواره ولم يكن يعمل طوال مشواره لجمع المال وإنما لجمع الفن كما قال عن نفسه.
ورغم أن المعتاد أن يشتهر أحد الفنانين باسم شخصية أداها وأن تكون هذه الشخصية ملازمة له طوال حياته، إلا أن الفنان محمد متولي ربما يكون هو الفنان الوحيد الذي اشتهر بأسماء شخصيات متعددة أداها، ففي السينما من المؤكد أننا نتذكر شخصية خوليو صديق مرزوق بطل فيلم “سلام يا صاحبي”، وشيخ المسجد في فيلم “حسن ومرقص”، والحاج إسماعيل في فيلم “مطب صناعي”.
أما في التليفزيون فله عدد كبير من الأدوار التي أصبحت علامات في تاريخ الدراما التليفزيونية والرمضانية تحديدا مثل حجازي الحلواني الذي يعمل مع حافظ رضوان في مسلسل “الشهد والدموع”، وهذه الشخصية تعتبر من أهم الشخصيات التي جسدها والتي كانت أحد الأسباب التي جعلت النقاد والمشاهدين يشيدون به على حد سواء، حيث أجادها إجادة تامة وكنا حينما نشاهده ننسى أننا أمام ممثل يؤدي أحد الأدوار المكتوبة بل نشعر أننا أمام شخص انتهازي وصولي ومتسلق مملوء بالشر ولا يجيد إلا المؤامرات والحيل الشريرة التي جعلت كل من يراه يكرهه.
ولا ننسى له بقية أدواره مثل دور بسيوني أو بسة في مسلسل “ليالي الحلمية”، وأبوطالب محامي المعلمة فضة المعداوي في مسلسل “الراية البيضاء”، وميلام في “عصفور النار” ، وضمضم أبو دقة في “أنا وأنت وبابا في المشمش” ، وبهنس في مسلسل “هانم بنت باشا”، والصول شرابي في الجزء الثاني من مسلسل “المال والبنون”، والأستاذ مرتضى البشري في مسلسل “أبو العلا البشري”، وعزت الجريدي في “وما زال النيل يجري”، وخميس عامر في “زيزينيا”، إضافة إلى أدواره في المسلسلات التي أبدع فيها ومنها “أهالينا” و”النوة” وبوابة المتولي” و”وأدرك شهريار الصباح”.
وهذا بالإضافة إلى دوره الذي لا ينسى في مسلسل “أرابيسك” الذي تفوق فيه على نفسه بتجسيده شخصية مصطفى بطاطا المحامي الفقير العبقري والضليع في مهنة المحاماة وفي نفس الوقت يتصف بالرومانسية ويربي الكتاكيت في مسكنه، والجدير بالذكر أن الفنان محمد متولي قد ولد في يوم 11 مارس سنة 1945، ورحل عن الدنيا في يوم 17 فبراير سنة 2018 عن عمر يناهز 73 سنة.
Discussion about this post