لَيْسَ هُنَاكَ حَيَاة مِثَالِيَّة خَالِيَةً مِنْ الْمَشَاكِل وَمَنْ يَقُولُ إنَّهُ يعيشها فَهُوَ كَاذِبٌ
جَمِيعِنَا عِشْنَا مَشَاكِل انهكتنا وارهقتنا وَتَرَكْت بداخلنا نُدُوب حَتَّي يَوْمِنَا هَذَا
فِي كُلِّ مَنْزِلٍ يَمُرّ بِظُرُوف صَعْبَة تَعَكَّر صَفْوَة
فِي كُلِّ عَائِلَة مَيِّتٍ أَوْ مَرِيضٍ أَوْ مَهْمُومٌ أَوْ بَعِيدٍ يشتاقون إلَيّ رُجُوعُه
مِنَّا مَنْ يَصْرُخ دَاخِلَةٌ وَمِنَّا مَنْ يتمني أَنْ يُرِيَ الْغَائِبِ فِي احلامه وَمِنَّا مَنْ جَافَّاه النَّوْم وَهَرَب مِنْهُ مِنْ كَثْرَةِ التَّفْكِير
وَمِنَّا مَنْ ضَعْفِ وَانْسَدَّت شَهِيَّتَه وَتَسَاقُط شَعْرِه وتحسس جَسَدِه وَسَاءَت نَفْسِيَّتَه مِنْ ثِقَلِ احماله
فجميعنا نعاني فِي صُمْت وَكُلُّ بَيْتٍ مُغْلَقٍ عَلَيَّ مَا فِيهِ
فاحمدو اللَّهِ جَمِيعًا فِي كُلِّ حَالٍ فَكُلّ مَرّ سيمر بِجَبْر اللَّهِ وَلُطْفِهِ بِالْعَبِيد
فَلَوْلَا لَحَظَات الْحُزْن وَالْيَأْس مَا اسْتَمْتَعْنَا بِطَعْم لخظات الْفَرَح وَالْجَبْر وَالِانْتِصَار
فَكُلّ قَضَاءَ اللَّهِ بِنَا خُيِّرَ لِأَنَّ رَبَّ الْخَيْرِ لَا يَأْتِي إلَّا بِكُلِّ خَيْرٍ
فاصبرو وصابرو فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
واحسنو الظَّنِّ بِاَللَّهِ فَالْخَيْر قَادِم بِإِذْنِه
واستشعروا نِعَمِ اللَّهِ مِنْ أَصْغَرِهَا لاكبرها وقدروها واستمتعوا بيها وَلَا تَكُونُوا ناكرين واحمدو اللَّهُ فِي كُلِّ حِينٍ
مَدَدٌ يالله
Discussion about this post