كــتــب … أشـــرف كــمــال
والله بعودة يا رمضان، فعلى نغمات “وحوى يا وحوى” وفوانيس رمضان الملونة ، التى أضاءت بهجتها وزينتها الشوارع ، هلت نفحات شهر رمضان الكريم، إذ ازدحمت الشوارع لشراء الفوانيس والزينة المبهرة، التى تفنن صناعها فى ابتكار أشكال ونماذج مختلفة منها؛ احتفاءا بقرب قدوم الشهر الكريم.
وفي جو يسوده البهجة والسعادة، استقبلت الشوادر شهر رمضان المبارك، بعرض فوانيس الصاج ، والخشب ، والخيامية ، التى لا تكتمل فرحة المصريين بالشهر الفضيل بدونه، فضلا عن تقديم العروض الاستعراضية للتنورة، والفنانيس التي أسعدت الأطفال وملأت الشوارع ببهجة وروحانيات رمضان..
حيث يعتبر فانوس رمضان واحد من الفنون الفلكلوريَّة الّتي نالت اهتمام الفنّانين والدَّارسين ، وهو جزء لا يتجزأ من زينة ومظاهر الاحتفال بقدوم الشهر المبارك، ولكن هل سألت نفسك يوما ما هو أصل فانوس؟ فنحن فيما يلي سوف نقوم بعرض أصل وحكاية فانوس رمضان على مر العصور فقد كان الفانوس في بداية الإسلام يستخدم كوسيلة إنارة يهتدي بها المسلمين عند ذهابهم إلى المساجد في الليل.
معنى كلمة فانوس وأصل كلمة فانوس يعود إلى اللغة الإغريقية التي تعني أحد وسائل الإضاءة، كما يطلق على الفانوس في بعض اللغات اسم “فيناس”، ويذكر أحد المؤلفين ويدعى الفيروز أبادي مؤلف كتاب القاموس المحيط إلى أن أصل معنى كلمة فانوس هو (النمام) لأنه يظهر صاحبه وسط الظلام
أصل استخدام الفانوس ، أما بالنسبة لأصل الفانوس وبداية استخدامه فيوجد عدة حكايات بهذا الشأن منها أن الخليفة الفاطمي كان دائما ما يخرج إلى الشارع في ليلة رؤية هلال رمضان ، لإستطلاع الهلال ، وكان الأطفال يخرجون معه يحمل كل منهم فانوس ليضيئوا له الطريق ، وكانوا يتغنون ببعض الأغاني التي تعبر عن فرحتهم ، بقدوم شهر رمضان، ورواية أخرى وهي أن أحد الخلفاء الفاطميين ، أراد أن يجعل كل شوارع القاهرة مضيئة طوال ليالي رمضان ، فأمر شيوخ المساجد بتعليق فوانيس على كل مسجد وتتم إضاءتها بالشموع
ورواية أخرى أيضا، بأنه لم يكن يسمح للنساء بالخروج سوى في شهر رمضان ، فكن يخرجن ويتقدم كل امرأة غلام يحمل فانوس لينبه الرجال بوجود سيدة في الطريق ، حتى يبتعدوا مما يتيح للمرأة الإستمتاع بالخروج ، ولا يراها الرجال في نفس الوقت، وحتى بعدما أتيح للمرأة الخروج بعد ذلك ، ظلت هذه العادة متأصلة بالأطفال ، حيث كانوا يحملون الفوانيس ويطوفون ويغنون بها في الشوارع، وسواء كانت أي رواية هي الصحيحة ، فسوف يظل الفانوس عادة رمضانية محببة تجلب السرور والبهجة على الأطفال والكبار ، وتحتفي بقدوم شهر رمضان المبارك ، خصوصا لدينا في مصر ، وهي عادة تنتقل من جيل لآخر للكبار والصغار ، حيث يلهو الأطفال ويلعبون بالفوانيس الصغيرة ، ويقوم الكبار بتعليق الفوانيس الكبيرة على المنازل والمحلات.
أول من استخدم فانوس رمضان ، هم المصريون منذ قدوم الخليفة الفاطمي إلى القاهرة قادما من الغرب، وكان ذلك في اليوم الخامس من شهر رمضان لعام 358 هجرية، خرج المصريون في مواكب من رجال وأطفال ونساء حاملين الفوانيس الملونة لإستقباله ، وبهذا تأصلت عادة الفانوس وأصبحت رمزا رمضانيا، ثم انتقلت هذه العادة من مصر إلى معظم الدول العربية وبذلك أصبح فانوس رمضان جزءا أصيلا من تقاليد شهر رمضان.
ولقد تطورت صناعة الفانوس على مر العصور، من حيث الشكل واللون والتركيب، حيث كان له شكل المصباح في البداية، وكانت تتم إنارته بالشموع ثم أصبح يضاء باللمبات الصغيرة ، ثم بدأ يتطور حتى أخذ الشكل التقليدي المعروف لنا جميعا ، وبعد ذلك أصبح الفانوس يأخذ أشكالا تحاكي مجريات الأحداث والشخصيات الكرتونية المختلفة المشهورة في الوقت الحاضر.
Discussion about this post