كراقصٍ على أوتار العدم
يدعوني بنداءٍ خافتٍ
أشبه بترنيمة حلمٍ يُحتضر
وأنا، المُتعطّشة لليقين
أركض خلف ظلّه الّذي لا ظلّ له
في كل خطوةٍ، يزداد البُعد قُربًا
والقربُ يتبدد في غبارِ الخداع
رمالٌ تتراقصُ حول قدمي، تعزف لحن التيه
والشّمسُ فوق رأسي تُغني أغنية الاحتراق
أيها السّراب، أأنت ماءٌ يختبئ في قلب الوهم؟
أم أنّك مرآةُ رغباتي، تعكس شوقي ولا تُطفيه؟
كيف يكون للحقيقة وجهٌ يشبهك
وأنتَ لا وجهَ لكَ إلا الخديعة؟
الطريقُ طويلٌ كأبديةِ الجهل
والأرضُ عطشى كقلوب المهاجرين
أنا أسيرٌ بين ماضٍ لا يمضي
ومستقبلٍ يُعانق الفراغ بلا اكتراث
رأيت في عينيك مدينةً من وعودٍ
بواباتها من نور، وقصورها من حلم
لكن حين اقتربت
وجدت الظّلال تُلقي ظلالها
والنّور يتلاشى كأن لم يكن
كذبةُ لا تموت، أنت!
الحقيقة الّتي لا تُمسك
حُلم يوقظني على ألمِ الصّحو
والغيمة الّتي لا تُنجب المطر
كالهائمة في مملكتك
أُطاردُ خيوطًا من ضوءٍ يتبدد
في كل خطوةٍ، أتعلّم أنّ الطّريقَ ليس طريقًا
وأنّ الماءَ ليس ماءً
وأن السّرابَ ليس إلا أنا
وجهي المنعكسُ في مرايا الفقد
كيف تكون بكلّ هذا الحضور
كأبديةٍ قاتمة
كوهم أبدي
مجيدة محمدي
Discussion about this post