راضية بصيلة تكتب:
ذاك الّذي تومض حراشفه
جسم قرش وأذرع أخطبوط ضخم..
تنّين كبير …..
وتلك الفراشة العالقة بين فكّيه،
وينفث اللهب لأجلها وحدها.
جرحٌ يضيء…
ذلك الّذي يبسط أجنحته
وتتّسع غيمةً… غيمةً،
كان مذبحًا للآهات…يقطر غرباءَ.. غرباء،…
وتلك الأوتاد الّتي يرمي بها المشّاؤون
على الماء..
عرض البحر… اتساع الليل..
وترٌ أعمى يدور في حلق الدّراويش..
تقول امرأة
تبحث عن خلاصها في رقصة غارقة:
لم يحن بعدُ الاحتفال…..
تلك المرأة المخبولة الّتي تنسج من الرّيح
معطفاً للعودة،
ومن الوهم أرجوحة،
كلّما اقتربت، أخذتها الرّيحُ بعيداً…
هي منهَمِكَةٌ، تنتفُ بتلاتِ وردتِها بيدينِ هاربتَيْنِ:
“يُحبّني؟ لا يُحبُّني؟
كلُّ من يستدعي مجنوناً يُهْدي قلبَه للحريقْ!….
في غفلتِها …. الحبُّ، تتناقلُه الرّياحُ،
شجرةٌ تُنبِتُ موتاً… شجرةٌ تتسلَّلُ منها الفصولُ..
والتّنينُ فرصتُهُ أن يسرِقَ ظِلالَ العاشقينْ….
وتبقى تحتضرُ … تلك العاشقةُ… تموتُ مرّتيْنْ:
مرّةً حين ينفتِحُ قلبُها،
وأخرى حين تُغْلِقُه بوجهِ الفراغْ..
وحدَها في النّارِ.. أثقلَها الرّمادْ
من يُنقِذُ فراشةً حلّقتْ
وفي صدرِها لهيبٌ لا ينطفِئْ…
لم يبقَ منها
سوى صرخةٍ بلونِ الرّميمْ.
تتناسَلُ في مهبّ الذّكرى .. .
والرّمادُ، حين داعبتْه الرّيحُ،
تفتّقَ فراشاتٍ… فراشاتٍ..
تطوِّقُها رقَبةُ التنينْ….
لم يبق بالعالَمِ سوى فراشةٌ في فكِّ التّنينْ..
سوى ذاك اللهبُ الّذي أطلقَه يبتلِعُ الأكوانَ…
وتغورُ… تغورُ في وجهِهِ الأكوانْ…
Discussion about this post