مُعلّقةٌ بينَ رمادين
أرملةُ الليلِ
تسكنُ مقعدَ الرّيحِ
في زُقاقٍ لا يمرُّ بهِ العابرون.
الحبيبُ نائمٌ تحتَ قُبّةِ الغياب،
والعصفورُ،
الّذي كانَ يُشعلُ شرفتها،
أغلقَ جناحيهِ
كأنَّهُ اختنقَ من البُعد.
الصّمتُ يمشي في ثوبٍ أسود،
والسوادُ نايٌ
يعزفُ وجعَ الأرواحِ المعلّقة.
في قلبِها
شتاءٌ ثانٍ،
باردٌ كجسدٍ يُحدّق في سريرٍ فارغ،
ولا يسمعُ سوى
خطى الرّحيلِ تتجوّلُ عبين العظام.
الذّاكرةُ وعاءٌ من زُجاج،
كلّما تنفّستْ
تشظّت.
البراعمُ
تجفُّ قبلَ أن تتورّد،
والأغصانُ ترتجفُ،
كأرملةٍ
تحملُ في يدٍ صورةً،
وفي اليدِ الأخرى
بردًا لا يُطاق.
رحلَ الحبيب،
فتبعتهُ الشّمسُ،
وغابا معًا
خلفَ شِراعٍ من رماد.
العزاءُ؟
لا عزاء،
إلّا في المدى
حيثُ لا زمنَ،
ولا صوتَ،
ولا رجاء.
الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق محافظة البصره
Discussion about this post