المقطع 2 من قصيدتي :《ألا خبّروا…》
☆《2》☆
{أَلَا خَبِّرُوا الشِّعرَ..}
- أَلَا خَبِّرُوا الشِّعرَ أنَّ قَوَافِيهِ فِي مِحنَتِي واحتِرَاقِي رَذَاذِي
وفِي ظَمَئي واشْتِيَاقِي وتِيهِ بِلَادِي.. مَلَاذِي
ولَكنَّنِي تُهْتُ عَنْهَا…بقَفْرِ الغِيابْ☆
وَتَاهَ الهَوَى فِي دُرُوبِ التَّجَنِّي
فَمَاذَا تَقُولُ القَصَائِدُ عَنِّي؟
وقَد أهْمَلَتْهَا شُجُونِي
تُرَاهَا تَلُومُ انْكِسَارِي وتَغْضَبُ مِنّي؟
تُرَاهَا أدَارَتْ لِحُزنِي وشَوْقِيَ ظَهْرَ المِجَنِّ؟
وألْقَتْ بِمَا قَد تَبَقَّى مِنَ الحُلْمِ فَوْقَ رُكَامِ سِنِينِ الخَرَابْ☆
مُدًی مِنْ شَظَايَا القِرَابْ☆
ومِلْحًا يُضَمِّدُ شَرخَ اليَراعِ..وفَتْقَ الجِرابْ☆
- تُراها تَقُولُ :
لِمَاذَا تَرَكْتِ القصِيدَ وَحِيدَا؟
وقد كَانَ للعِشْقِ فيكِ مُرِيدَا؟
وفي رَحْمِ حُلْمِك كانَ جَنينَا
وفي حِضْن عِشْقكِ كانَ وَليدَا؟
وكانَ صَبيَّا..
وكانَ نَبيَّا..
وكَانَ بِعَرشِكِ تاجًا فَريدَا
وكانَ بِنبْضِكِ صَخْرًا صَليدَا
وكانَ يَتُوقُ لأنْ يتَسَامَى
وكانَ يتُوقُ لأنْ يسْتَزِيدَ
وكانَ..وكانَ.. وكانَ..وكانْ …
- ألَا فاعلِمُوهَا بأن القَصيدَ قَلاني
وفوْقَ رَصِيفِ الضَّياعِ رَمَانِي
وأنِّي..بِمَعبَدِهَا قَد أرِقْتُ
وكأسَ الهَوَى في كُهُوفِ النَّوَى ما أرَقْتُ
وأنِّي..سِنِينًا..سِنِينًا..عَلَى بَابِهَا قَد طَرَقْتُ
ودَقٌتْ أنَامِلُ حُلمِي عَلَى كُوَّةٍ مِنْ شُعَاعِ رُؤَاها..
ولَا مِنْ جَوابْ☆
فما نَفْعُ هذا الأسَى والعِتَابْ؟☆
- ألا خَبّرُوهَا بأنّي مَللْتُ…
مَلَلْتُ حُدُودَ سَمائِي
مَلَلْتُ اِسْتِقامَةَ دَربِي وخَطَّ اسْتِوَائي
وتُقْتُ إلَى دَوْرَةٍ منْ مَسَافاتِ رَجْعٍ ودَربِ الْتِوَاءِ
ورِحلةِ بَحثٍ عَنِ المُدُنِ الشّاهِقَاتِ
و وَكْرِ النُّسُورِ..و بِكْرِ السَّبيلِ
ونَارِ الذُّرَى في تُخُومِ السَّحابْ☆
مَلَلْتُ وَسَائدَ ليْلِي الكَليلَةْ
وغَابَاتِ يَوْمِي الظّليلَةْ
ومَلّتْ مَسَامَاتُ جِلْدِي نُسَيْماتِ بَردٍ
تُشاكِسُ عُمْري بِكَفٍّ عَلِيلَةْ
وتُقْتُ إلَى بُهْرَةٍ مِنْ شُمُوسِ لَظًى واحتِرَاقِ…وفَجْرِ انْتِشَاءِ
وريحٍ تَزِفُّ حُرُوفي
إلَى هَبَّةِ العِشْقِ و الاِشْتِهاءِ..
- مَلَلْتُ سَرابَ غَمَامَاتِ أفْقِي
وخُلَّبَ بَرقِي
وتُقْتُ إلَى غيْمَةٍ مَاطِرَةْ
وعَاصِفةٍ ثَائِرَةْ..
وسُنْبُلةٍ فَائرَةْ
وعُصفُورَةٍ شَاعِرَةْ
وتَرنِيمةٍ مِنْ يَرَاعِ
سَتُصبِحُ خُبْزًا بِبَطنِ الجِيَاعِ
وأقْداحَ دَرٍّ ونَبْعَ ارتِوَاءِ
تُناغِي حَنينِي…و تَحسُو أنِينِي
و تُصبحُ في شَرعِ زُهْرِ القَوافي
سُلافةَ سُكْرٍ..و عُشْبةَ بُرْءٍ..وإكْسِيرَ خُلْدٍ
تُطاوِلُ أعناقَ بُرجِ الأمَانِي
وتَطحَنُ سِنَّ الزّمانِِ..وكَفّ المَكانِ
وتُلغِي حُدُودَ السَّماءِ
لتَنْقُشَ فوْقَ خُدُودِ النُّجُومِ
قَصَائدَ عِشْقٍ بلوْنِ الخِضَابِ
وطَعمِ الرُّضَابْ☆…(يتبع)
《س.باشطبجي☆تونس》
Discussion about this post