بقلم الدكتور … عبد الكريم الحلو
لنُطلِق أفكارنا طيورًا للسلام
لا غربانًا للفرقة
الدكتور عبدالكريم الحلو
في ظلّ المجتمعات العربيّة الّتي تئنّ من التّناقضات والصّراعات، نحتاج أكثر من أيّ وقت مضى أن نُعيد تعريف رسالتنا الفكريّة والتّربويّة.
لم يعد يكفي أن نكتب لمجرّد الكتابة،
ولا أن نُدلي برأيٍ نُرضي به قبيلتنا أو طائفتنا
أو جغرافيّتنا الضّيّقة.
لقد آن الأوان أن نكون ثوّارًا على الجهل،
لا على بعضنا، وأن نحمل أقلامنا كأجنحة بيضاء
، لا كخناجر غدر.
نكتب لأنّنا نؤمن أنّ الإنسان قيمة مطلقة،
لا تختصره طائفة، ولا تسجنه قوميّة،
ولا تُقصيه لهجة، ولا تُحاكمه منطقة.
نكتب لأنّنا نرفض أن يُختَطف الدّين ويُحوَّل إلى منصة للغلوّ والتّكفير بدل أن يكون منبعًا للرحمة والحكمة.
نكتب لأنّنا نؤمن أنّ الأوطان لا تُبنى بالحقد
ولا بالثّارات التّاريخيّة، بل تُبنى بالحبّ
والعدالة والمعرفة.
أيّها السّياسيّون، يا أصحاب الفكر والكلمة،
يا من تُشكّلون وجدان الأجيال القادمة…
كفاكم إعادة إنتاج الكراهية بلُغة منمّقة.
كفانا دسّ السّمّ في دسم الشّعارات الطّائفيّة والقوميّة المتشدّدة.
كفانا تلغيم العقول الصّغيرة بحقدٍ أعمى ،
تحت غطاء الانتماء والهويّة.
دعونا نُعلّم أطفالنا أن يكونوا مواطنين
لا رعايا، أن يحبّوا الإنسان لا لأنّه من عشيرتهم، بل لأنّه إنسان.
دعونا نربّي الجيل القادم
على أنّ الفكر نورٌ لا نار،
وأن الاختلاف ليس لعنة بل نعمة،
وأنّ الوطن لا يُختزل في زعيم أو مذهب
أو خريطة قبيلة.
لسنا ضدّ الدّين،
ولكنّنا ضدّ تحويله إلى بندقيّة.
لسنا ضدّ الهويّة،
ولكنّنا ضدّ تحويلها إلى سور عازل
يحجب عنّا إنسانيّة الآخر.
لسنا ضدّ الخصوصيّة الثّقافيّة،
ولكنّنا ضدّ أن تتحوّل إلى سلاح للتفريق
والتّصنيف والاحتقار.
العالم اليوم يئنّ من عبء الكراهية،
فلنكن نحن من يُرمّم هذا الجرح.
لنجعل من كتاباتنا طيورًا
تحلّق في سماء السّلام،
لا غربانًا تنعق في خرائب الطّائفيّة.
لنجعل من الكلمة جسراً… لا خندقاً.
ومن الفكرة دعوةً للوعي… لا وثيقة اتهام.
نحن في أعناقنا أمانة كبيرة وثقيلة
هي لدينا مستقبل أولادنا و علينا أن نبنيه.
( حي على خير العمل )
بقلم الدكتور … عبد الكريم الحلو
Discussion about this post