عن الانظمة العربية المتخاذلة…
كتب … بوخالفة كريم _الجزائر🇩🇿
لم تعد “الأنظمة العربيّة” منذ عقود تتحدّث عن “الخطر الإسرائيليّ أو الصّهيونيّ”، ممّا أفقد “الطّبقات الحاكمة” الّتي تحتكر “مغانم السّلطة” وسيلة من وسائل تسويغ “القمع الدّاخليّ” و”نهب الشّعوب”، فكانت المعادلة “مقايضة الأمن والأمان المنقوصين المقموعين” بـ”استبداد الطّبقات الحاكمة وقمعها واحتكارها” لتدفع عن شعوبها خطر الصّهيونيّة!
و”الخطر الصّهيونيّ” اسم حركيّ ظرفيّ وسياقيّ لـ”الخطر الخارجيّ” الّذي تُعيد “الطّبقات الحاكمة المحتكرة” إنتاجه حسب السّياقات لتأكيد قمعها وتعظيم أدواته وطرقه.
حين حلّت “وعود الرّخاء والسّلام” محلّ “الخطر الصّهيونيّ”، أعادت “الطّبقات الحاكمة” في “الأنظمة العربيّة” إنتاج عدوّها وخطرها “الخارجيّ”؛ لتُعيد إنتاج قمعها وقهرها ونهبها واحتكارها، وكان البديل “أعداء السّلام”!
“أعداء السّلام” هم الخطر الحقيقيّ الوحيد من منظور “الطّبقات الحاكمة العربيّة”، فمن هم “أعداء السّلام”؟ ومن يعادي “السّلام”؟
إنّهم بتعريف الطّبقة الحاكمة العربيّة رافضو “التّطبيع” و”الاستسلام للصّهاينة”، إنّهم “المقاومون”؛ إنّهم نفرٌ يكذّبون “وعود السّلام والرّخاء”، يرفضون “مدن الزّجاج الصّحراويّة” بديلاً عن “مخيّمات في بلادهم ووطنهم”! من يرفضون “تصفية فلسطين” بدعوى تمسّكهم بـ”تحرير فلسطين”!
“المقاومة” ودعمها وتأييدها أمست “الخطر الخارجيّ” الّذي توظّفه “الطّبقات الحاكمة العربيّة” لقمع شعوبها وقهرهم ونهبهم.
والفرق الجوهريّ بين “الخطر الصّهيونيّ” و”خطر المقاومة” على “الطّبقات الحاكمة العربيّة”، أنّ “الأوّل”؛ أي “الصّهيونيّ” زائف لا يتجاوز حدود الدّعاية و”التّوظيف”، بينما “الثّاني”؛ أي “المقاومة” خطر حقيقيّ بنيويّ ووجوديّ على “الطّبقات الحاكمة العربيّة”، لذلك تميّز قمعها الدّاخليّ بحجّة “خطر الصّهيونيّة وإسرائيل” بقدر من “الدّهاء السّياسيّ”؛ أي بشيء من إدارة “العقل البارد للأنظمة والدّول”، بينما يكون قمعها الدّاخليّ خوفاً من “خطر المقاومة”، وإن أعلنت في الظّاهر ضدّه، “غرائزيّاً” خالياً من “الدّهاء السّياسيّ”، و”عقل النّظام والدّولة”، إنّها – أي الطّبقات الحاكمة في الأنظمة العربيّة- تشعر بخطر حقيقيّ على نفسها؛ لذلك يتراجع كثيراً “الحسّ السّياسيّ” لصالح “الحساسيّة الأمنيّة”، و”القمع الغبيّ”!








































Discussion about this post