جلد الذات أسبابه وتأثيره على النفس ——————————————————-
بقلم السفيرة
الدكتورة / ماجى الدسوقى
يعدُّ جلد الذات من الأمراض النفسية التي يعاني منها بعض الأفراد، حيث يقوم الفرد بالخوض بتفاصيل أخطائه وتضخيمها ودوام الحديث عنها، هو شخص محب للمعاناة وجرح مشاعره، ومع كثرة وتكرار الأمر تصبح هذه الأمور اعتيادية بالنسبة له، يصل الشخص لمرحلة وصم نفسه بالخزي والعار وليس فقط الشعور بالذنب ممَّا يؤثر على سلوكه ومشاعره، حيث إنَّه لا يُقدِّر قيمته ويقلل من شأنه، ويتميز أيضاً بأنَّه دائم الشعور بالسخط.
يُعرف جلد الذات أو تحقير الذات بأنه حالة يُمكن أن تُلحِق الضرر بمن يعانون منها بطريقة تكون مقصودة من قِبل الأشخاص أنفسهم ، حيث يكون الشخص مستمتعاً بهذا الضرر ، وقد يكون الضرر معنويًا أيضا من خلال لوم الذات بسبب اقتناع الأشخاص بأن الأخطاء التي ارتكبوها لا تُغتفر .
ولجلد الذات أسباب كثيرة أهمها :
*الهروب من الفشل هو من الأمور التي تسبب جلد الذات لدى الأشخاص ومحاولتهم الهروب من الفشل الذي يحيط بهم بدلًا من تصحيحها ومحاولة التغلب على فشلهم .
*يُعدُّ الجهل سببًا لكل ما هو مفيد ؛ لذلك لا يعي الأشخاص ما يحصل لهم نتيجة جهلهم وعدم معرفتهم بحيثيات الأمور والسنن التي سنَّها الله عز وجل .
*إن الانطواء يُعدُّ من أهم المُسببات لجلد الذات وتحقيرها فتنتج مشاكل نفسية كبيرة نتيجة الانطواء وأهمها جلد الذات الدائم ، وذلك عكس العزلة التي تُعدُّ شيئًا إيجابيًا يُمكن للإنسان مراجعة نفسه وتصحيح ما كان خطأً في الماضي .
*عدم الشعور بوجود الأمل :عندما يفقد الشخص الأمل ، يبدأ بجلد ذاته ولوم نفسه بطريقة تصل لحد إيذائها.
*الفراغ : إن الفراغ مفسدة لكل شخص وعندما لا يكون للمرء عمل يشغله عن ما هو غير مفيد تبدأ الأفكار السلبية تحيط به ومنها قد يصبح الشخص أكثر لومًا لنفسه وتحقيرها .
*عدم الثقة بالنفس والتأثر بكلام الآخرين:إن عدم ثقة الأفراد بأنفسهم وسهولة التأثير عليهم يجعلهم يميلون إلى الانطواء،وبالتالي التفكير في كلام هؤلاء الأشخاص لحد الاقتناع بوجود الأخطاء لديهم ،مما يزيد نسبة تعريض أنفسهم لجلد الذات .
نجد أن علاج جلد الذات له طرق مفيدة وكثيرة أهمها مايلي :
*الاستعانة بالله في كل أمور الحياة والتوكل على الله.
*الايمان بأن المرء لابد أن يخطىء وأن الخطأ وارد ، والمحاولة من تحسين الذات والسعي وراء هذا الأمر .
*محاولة إشغال النفس بأمور مفيدة والابتعادعن الأفكار السلبية .
*عدم مقارنة الذات بالآخرين ، والايمان بأن لكل شخص مهارات وإمكانيات ، والسعي وراء تنمية المهارات .
الابتعاد عن نقد الذات الذي يهدم الذات ويقلل من شأنها .
*التسامح مع النفس ومع الآخرين.
*عدم الاقتناع بأن الناس تهتم وتستذكر أخطاءك .
*اكتساب مهارات جديدة وتعلم كل ما هو جديد.
*التعرف على نقاط الضعف لديك ومحاولة إصلاحها
*التصالح مع الذات .
لقد نهى الإسلام عن تعذيب النفس كيف لا يحرم وهو الذي جعل الإنسان مكرمًا وخليفةً في الأرض كي ينشر السلام والمحبة وأن يحافظ على نفسه وعدم تعريضها للضرر والأفكار السلبية.
بقلم السفيرة
الدكتورة / ماجى الدسوقى
Discussion about this post