عاهِرون
عِصمَت شاهين الدّوسكي
عاهِرونَ
قالوا أَنتُم عاهِرونَ
كَيْفَ أُدافِعُ عَنكُم وأَنتُم عاهِرونَ؟
بَعتُمُ الفُراتَ
وأَنتُم في جَفافِهِ لاهُونَ
كَيْفَ أَسكُتُ أَفواهَهُم؟
وقد بَعتُمُ الوَطَنَ وعَلَيهِ تَتَكَوَّنونَ
سَرَقتُمُ النِّفطَ مِن أَفواهِ الفُقَراءِ
ومَشَيتُم عَلَى النِّفطِ تَسرِقونَ
ماذا أَقولُ لَهُم وأَنتُم مُتَّهَمونَ؟
يا سادَةَ يا كِرامَ أَنتُم عاهِرونَ
في لُجَّةِ الظَّلامِ
في عَتمَةِ السُّكارى تَسكَرونَ
وفي النَّهارِ بالسَّلامِ تَتَطَهَّرونَ
بِدُموعِ الحَيارى تَتَوَضَّؤونَ
بِدِماءِ المَساكينِ تَغسِلونَ
ثُمَّ نَسيتُم وَقتَ الصَّلاةِ
بِأَيِّ ضَميرٍ تَرفَعونَ أَيدِيَكُم تُصَلّونَ؟
ماذا أَقولُ لَهُم وأَنتُم فاسِدونَ؟
كَيْفَ أَصِفُكُم كُلُّ الحُروفِ تَبَرَّأَت مِنكُم؟
بِكُلِّ الصِّفاتِ لا تَتَصِفونَ
أَكلتُمُ الحَرامَ شَوَّهتُمُ الحَقَّ
“وأَكثَرُهُم لِلحَقِّ كارِهونَ”
خَلَقتُم ديناً جَديداً
قانوناً فَريداً
شَرائِعَ مُلَوَّنَةً كَما تَرغَبونَ
دُوَيلاتٍ داخِلَ دَولةٍ
قِسمَةً ضَنكَةً لِكُلِّ دُوَيلةٍ
وبِها تَفرَحونَ
حَوَّلتُمُ الأَموالَ لِبِلادِ الأَغرابِ
بِهذِهِ الأَموالِ صَنَعوا الخَرابَ
وما زِلتُم تُحَوِّلونَ
قالوا أَنتُم عاهِرونَ
كَيْفَ أُبَرِّئُكُم؟
وقد وَلّى زَمَنُ موسى وهارونَ
حَتّى فِرعونُ
تَبَرَّأَ مِنكُم وقالَ غَلَبتُم فِرعونَ
كُلُّ الشَّياطينِ تَبَرَّؤوا مِنكُم
أَصبَحَتِ الشَّياطينُ مَلائِكَةً أَمامَ ما تَفعَلونَ
أَصبَحَتِ الأَجسادُ هارِبَةً
وَراءَ البِحارِ يَسبَحونَ
تَجَلَّتِ الأَحلامُ غاضِبَةً
وَراءَ الحُدودِ لاجِئونَ
صَرخَةُ الأَفكارِ مَدَوِّيَةٌ
بَينَ الغاباتِ خائِفونَ
لا عَمَلَ لا سَكَنَ لا كَرامَةَ
مِن كُلِّ شَيءٍ نازِحونَ
مُغتَرِبونَ عَن أَرضٍ
مُغتَرِبَةٍ بِالعُهرِ والجُنونِ
شَعبٌ مِنَ القُمامَةِ يَبحَثونَ
عَن لُقمَةٍ يَسُدّونَ البُطونَ
ماذا أَقولُ لَهُم
إِن قالوا عَنكُم عاهِرونَ؟
لَبِستُم ثِيابَ البَراءَةِ وأَنتُم تَذبَحونَ
لَبِستُم ثِيابَ الأَخلاقِ وأَنتُم تَغتَصِبونَ
تَلبَسونَ الباطِلَ ثِيابَ الحَقِّ وأَنتُم باطِلونَ
تَقِفونَ عَلَى المَنابِرِ ولَستُم مَنبَرونَ
تَقولونَ ما لا تَفعَلونَ
وَحَقَّ القَولِ عَلَيكُم عاهِرونَ
وحينَما نَقبَلُ بِكُم، نَكونُ كُلُّنا عاهِرونَ






































