ملهاةُ من مهراجٍ مدسوسٍ
نص لشعيب خلف
دخانٌ ملفوفٌ يصعدُ من “صابعي المدحوسِ” ، لا ُيدركه الشّعنون الواقفُ بجواري ، غير المتحكّمِ في إحليلِه، أمّا النّابحُ والصّاهلُ والزّاجرُ حولَ العرشِ المزعومِ حتى لا يخترق نواميسَ القصرِ ضَبَحُ الخيلِ المكتومِ ، أضْبرُ كلَ عظامي في صرةٍ ، أُخفيها عن عينِ العُثّةِ الطاعمةِ جلودًا نابتةً في أرضِ الخوفِ ، لأنامَ قريرًا في ذاكرةِ الوقتِ ، تأتيني صورٌ لعجايا بخََََرٍ تنظرُ دمَ الشهداءِ المسكوبِ علي جلدٍ مثقوبٍ ، يزيغُ بين رمالٍ منقولةٍ من ذاكرةِ الريحِ المنسيةِ ، الصورُ في بهوِ المقهي يجلسن زبائنَ فوقَ مقاعدَ ثابتةٍ ، والنادلُ يسقي الناسَ نخبَ الصمتِ النازلِ من ظُلَمٍ ربعتْ في بهوِ قصورٍ مقصورةٍ علي أطيافِ الصفوةِ ، وأهلُ اللهوةِ يتبعن كلَ صراخٍ في سُهُبِ الموتِ ، ملهاةٌ من مِهْرَاجٍ مدسوسٍ بين صفوفٍ سكري في بئرِ النسيان ، هاجتْ أسماعُ شهودِ الخشبةِ وهَجّتْ في بدءِ مشاهدِها المكذوبةِ ، خوار العجل الذهبي سكتت عنه الريح ، مات الشارعُ والميدانُ وانتصر السوسُ المدسوسُ في جزعِ النخلِ المغروسِ ، لكن أين تذهبُ كلُ جموعِ المشهدِ من ذكرانِ الجاموسِ الواقفِ حولَ السورِ ، (عودٌ أحمد) لمتابعةِ الخشبةِ ، والتصفيقُ خاتمةُ المشهدِ ،الصمتُ مهانُ ، في أحداقِ الأحياءِ الموتي يغيرُ من لمعانِ الأحداقِ في الموتي الأحياءِ ، وحدي أبسطُ ظلي ، دون خوفٍ من تهمٍ جاهزةٍ في صندوقٍ أسودٍ ، أركضُ فوقَ الظلِ المكسورِ ، يحملُ خطوي همومَ الملكةِ ، النورُ المانحُ للظلِ وجودَه ، و الظلُ المُعطي للكونِ أجنحةَ زوالِه لتبق الريحُ تحملُ فوقَ الهودجِ أحلامَ رعاياها في ذاكرةِ النسيان ، وحواصلُ طيرٍ خٌضرٍ تحملُ أرواحَ الأحياءِ لتسكنَ ذاكرةَ سماءٍ لا تنسي رعاياها .
Discussion about this post