في خاطري ترنيمة أرقة

فِي خَاطِري تَرنِيمَةٌ أَرِقَةْ

مِنْ مُقْلَتَيكَ تُشَرّعِنُ السَّرِقَةْ

مُحتَالَةٌ

فإذا انتبهتَ لها

فذَكِيَّةٌ     لَمَّاحَةٌ     قَلِقَةْ

أَلقَتْ عليكَ خَيالَ أُغنِيَةٍ

لَثَمَتكَ والأجفَانُ مُنطَبِقَةْ

فَاسَّارَعَتْ أَلوانُ قَهوَتِنَا مِن بُؤبُؤِ اللذَّاتِ مُنبَثِقَةْ

في خاطري

ألفٌ مِنَ الأَلحانِ لَمْ تَتَعَوَّدِ الأَوتَارَ أَو ضَربَ الدُّفُوفْ

ثَورِيَّةٌ مَجنُونَةُ الإيقاعْ

تَجتَاحُ بَحَّارًا يُدَندِنُ {هيلا يا واسعْ} وَيَجتَذِبُ الكُفُوفْ

مِنْ سِجنِ أَلوانِ المَحَابِرِ واليَرَاعْ

يَجري بِهَا نَحوَ الرِّيَاحِ مُرَاوِغًا

وَيَفُكُّ في الأَزرارِ مَا خَنَقَهْ

فَكَأنَّما {جَاكٌ وَروزُ} تَلَاحَمَا

وَسَفينَةُ التَّأويلِ مُنطَلِقَةْ

في خاطري

لُغَةٌ تُضِيعُ الأَبجَدِيَّةَ بينَ (بَيتِ الشَّعرِ) أَو (لِبسِ الشُّفُوفْ)

تَتَصَيَّدُ الآهاتِ والأَنَّاتْ

تَستَخرِجُ الحَرفَ المُخَبَّأَ بَينَ ذَرَّاتِ الغُبَارِ عَلى الرُّفُوفْ

وَجَميعُ ما تَلقَاهُ تَخمينَاتْ

تَجري إلى القَدَرِ المُعَدِّ لهَا

فَزُلًيخَةٌ بِالبَابِ مُستَبِقَةْ

لَم تَنتَظِرْ ضَوءًا {يُرَاوِدُهَا}

قَدَّتْ قَميصَ الفَجرِ بِالحَدَقَةْ

تَرنيمَتِي عُصفُورَةٌ سَقَطَتْ

في رَغبَةِ الآفَاقِ مُحتَرِقَةْ

خَلفَ الهوى المُمتَدِّ مُعجِزَةٌ

لا يَحتوي كُلُّ المَدَى أَلَقَهْ

أَنْسَتْ سَوادَ اللَّيلِ مَوقِعَهُ

فَكَأَنَّ رَبَّ النَّاسِ مَا خَلَقَهْ

شَذَّتْ عَنِ القانونِ جَامِحَةً

مَا وَافَقَتْ {شَنًّا وَلا طَبَقَهْ}

صَنَعَتْ مُحيطًا مِن شَقَاوَتِها

شُطآنُهُ شَيطَانَةٌ نَزِقَةْ

(أَرَقٌ على أَرَقٍ) وَسَيِّدُهُ

مِن كِبرِهِ لا يَرتَضي غَرَقَهْ

ريمان ياسين سورية