أريد أن أحبَّكِ…
لأكسر هذا القيدَ الّذي لا يُرى
وأمزّق صمتَ الحيطانِ الّتي شهدتْ انكساري مرارًا
أريد أن أحبّكِ…
لأعيد كتابة فصول القلب
الّذي أكلتْه الحروبُ،
كأنّه رغيفُ خبزٍ يابسٍ على مائدةِ النّسيانْ
أريدكِ أنتِ…
وجهًا ينهض من تحت رماد المدنِ المنهارة
وصوتًا يفتح نوافذَ الوقتِ على ضوءٍ لا يشبهُهم
لم تعد تكفيني أناشيدُ النّجاةْ
ولا كلُّ أغاني العشّاقِ الّتي تذبل قبل أن تبلغ قلوبهم
أنا لا أريدُ القصائدَ الّتي لا تشبهُ صراخي
ولا الكلماتِ الّتي تُباعُ على أرصفةِ المهرجانات
أريدكِ…
لتعيدي ترتيبَ فوضاي
تعلّقي على جدران قلبي لوحةً فيها دفء،
وفيها ظلّ شجرةٍ لا تَقلعها الحرب
امسحي دمعَ الرّوحِ بيديكِ
كأنّكِ تمسحين الغيمَ عن وجهِ المدينةْ
أريدكِ…
كأنّكِ صلاةٌ خرجت من فمِ طفلٍ لأوّل مرة،
فارتجف بها الكونُ من شدّةِ الطّهرْ
أريد أن أحبّكِ…
لأخلع هذا الجدارَ من حولي
وأرسمكِ على كلّ فراغٍ واجهتُه
كأنكِ زهرةٌ نبتت في خواء الرّوح،
فأعلنتْ أنَّ الحياةَ رغم كلّ شيءٍ… لا تزالُ ممكنة
أريدكِ،
حين يخذلني الجميعُ
وتصبحُ الذّاكرةُ مقبرةً
وكلّ حلمٍ تابوتًا مؤجّلًا
أريدكِ،
كي أُدفن فيكِ حيًّا
لكنّني أعودُ للحياةِ،
كلّما نظرتُ في عينيكِ.
هـاشــم مُـحـمـد هـاشــم
Discussion about this post