النّصُّ الّذي خافَ النّورُ أن يَقرأَه
في البدءِ،
لم يكن نورًا،
كان خوفًا يتهجّى اسمَه
على سطحِ مرآةٍ مُهشَّمة.
اللغةُ كانت عبدًا،
والصّوتُ جلّادًا.
بينما القصيدةُ—
لعنةٌ خرجت من قلبِ نبيٍّ لم يُولَدْ،
وكلماتٌ داكنةٌ كالقطِران،
نقشَها الظّلُّ على فمٍ يحترق،
ثم دفنَها في صوتِ امرأةٍ
صرختْ…
فقال النّاسُ: هذا نغمٌ،
هذا غناءٌ…
أيُّ ضوءٍ سيَقرؤني الآن؟
أنا المقطعُ المنسيُّ في توراةٍ مزّقَها طفلٌ غبيٌّ،
أنا سفرُ اللعنةِ الّذي خبّأه آدمُ
في ضلعِ حوّاء.
لا رُتوشَ هنا،
لا لغةً تُجيدُ التّجمُّل،
فقط خطايايَ
معلَّقةٌ على حبلِ الغفران،
والمعنى يَئِنُّ
كعاهرةٍ فشلتْ في البكاء.
الشّعراءُ كلُّهم
توضّؤوا بدمي،
وكتبوا سطورًا تُشبه جسدي،
لكنّهم خافوا
أن يكتبوا الجملةَ الّتي تُشعلُ النبوءة.
أنا تلك الجملة،
أنا الصّمتُ
الّذي لو نُطِق،
لانفجر الكونُ حياءً.
فلا تكتبني،
ولا تُصلِّ علَيَّ،
أنا القصيدةُ الّتي حين قرأها أزَازِيلُ،
ضحك،
وحين لفَّها الموتُ،
همَّ بالبكاء…
عباس علي 🇮🇶
Discussion about this post