حين يؤمن المدير بأن الإنسان هو البداية
الكاتب: محمد نبراس العميسي.
عادةً ما يشدد الدكتور لؤي محمد سليمان مدير عام المستشفى الذي أعمل فيه هنا باليمن، على أهمية التعليم والازدهار الشخصي، والسعي نحو الارتقاء بالذات. ولهذا، نجد عدداً كبيراً من موظفي المستشفى ملتحقين بالجامعات والمعاهد، يجمعون بين العمل والدراسة، وقد ذلّل لهم كل العقبات والصعوبات لبلوغ طموحاتهم. وهو نهج نادر في بيئات العمل التي تنظر إلى الموظف كآلة إنتاج، دون التفات لما يُنمّي الإنسان في داخله.
ولم يتوقف عطاء الدكتور لؤي عند هذا الحد، بل بادر إلى إنشاء مبنى متكامل مخصص لقضية التعليم؛ يبدأ بالتأهيل المستمر للفئات الحاصلة على شهادات البكالوريوس أو الدبلوم في التخصصات الفنية والإدارية، ويمتد لاستيعاب طلاب المعاهد الصحية للتدريب العملي، فضلاً عن طلبة البورد اليمني ومرحلة الامتياز. وقد خُصّصت لهذا المشروع إدارة مستقلة وشاملة تجسّد رؤية بعيدة المدى، تؤمن بأن الإنسان هو الاستثمار الحقيقي.
أعتقد إن مرض مدراء الأعمال عبر التاريخ كان دائماً “السباق مع الوقت”، حيث يُنظر إلى العامل والموظف على أنه آلة إنتاج، مع تقشف واضح في تقديم الدعم وصرف الاهتمام. وحده الدكتور لؤي تمهّل أمام كل طموح، أنصت، بارك، أشاد، وأزاح العقبات من أمام الموظفين الملتحقين بالجامعات والمعاهد، كما تُزال الحجارة من طريق من يسير حافي القدمين.
اللافت في الدكتور لؤي أنه لا يتعامل مع النجاح بوصفه حلوى جاهزة تُقدَّم على طبق فاخر، بل يعتبره مساراً طويلاً من التهيئة والرعاية. يعامل التعليم كحق مقدس لا كخيار مؤجل، ويفتح الطريق أمام من أراد مواصلة الدراسات العليا، مؤمناً بأن في كل موظف بذرة لمؤثرٍ أو عالم، تحتاج فقط إلى من يسقيها بالثقة والفرص.
Discussion about this post