حذاري من إهمال الانثى
خطورة الإهمال للأنثى في كل مراحلها العمرية، تبدأ منذ اللحظة التي تُولد فيها حين يُنظر إليها نظرة دونية، أو يتم تفضيل الذكر عليها في المحبة، والرعاية فتتشكل بداخلها عقدة نقص مبكرة تجعلها تتساءل عن قيمتها في هذا العالم الذي يفترض أن يحتفي بها، لا أن يتجاهلها تنمو، وهي تحمل في قلبها فراغا عاطفيا، قد يجعلها عرضة لكل من يمنحها كلمة طيبة، أو لمسة حنان حتى لو كانت مزيفة، وحين تدخل مرحلة الطفولة يكون الإهمال كفيلا بأن يجعلها تنشأ، بلا ثقة في النفس إذ لا تجد من يشجعها على الكلام، أو يفسح لها المجال للتعبير عن ذاتها فتتراجع خطوات إلى الوراء، ويبدأ كيانها بالتآكل في الصمت والخوف، وعندما تصبح مراهقة وتبدأ هويتها الأنثوية في التشكل يصبح الإهمال أكثر خطورة لأنه يُضعف قدرتها على رسم حدودها، وعلى فهم عواطفها فتتشبث بأي اهتمام عابر وقد تتعرض للاستغلال بسبب حاجتها إلى من يحتضن أنوثتها ويمنحها الأمان، وهي في مرحلة الشباب يتضاعف الخطر إن لم تجد من يحتفي بطموحاتها، ويحترم مشاعرها، ويتعامل معها ككائن قادر على العطاء، والإبداع فتُقمع أحلامها أو يُزدرى رأيها وتُجبر على مسايرة أدوار لم تخترها فتمضي العمر تبحث عن ذاتها بين الزحام وحين تتزوج إن تزوجت دون نضج، أو اختيار حر فإن الإهمال يتحول إلى عنف نفسي قاتل إذ تشعر بالوحدة داخل العلاقة وتضيع ما تبقى من كرامتها في محاولة لإرضاء من لا يشعر بوجودها، وإن أصبحت أما فإن إهمال المحيط لها يجعلها تنكسر تحت ضغط الأدوار المتراكمة فلا تجد من يرعى مشاعرها، أو يُقدّر تعبها فتتحول تدريجيا إلى جسد يؤدي وظائفه بلا روح أما في شيخوختها فالإهمال يسرق ما تبقى من نور في قلبها فتجلس وحيدة على رصيف العمر تنظر إلى الحياة التي مرّت كحلم لم يُكتمل ويغمرها الحزن على كل لحظة احتاجت فيها إلى كلمة واحتضنها الصمت.
أما الاهتمام بالأنثى فيصنع المعجزات حين تشعر الأنثى منذ صغرها بأنها مرغوبة ومحبوبة ومقبولة فإنها تنمو بثقة في الذات، وتحمل في قلبها سلاما داخليا يجعلها قادرة على مواجهة الحياة بعزيمة وإيجابية حين تجد من يستمع إليها، ويمنحها الكلمة الطيبة، والدعم فإنها تزهر وتتفتح مثل وردة في ربيع دائم وفي المراهقة يكون الاهتمام درعا يحميها من التيه ومن الوقوع في فخ الحاجة غير الواعية للعاطفة فيرشدها بلطف، ويمنحها وعيا بذاتها وبقيمتها وفي الشباب حين يُصغى إلى أحلامها وتُشجع على الإبداع تُحلّق بروحها وتصبح شعلة من نور تلهم من حولها وإن أصبحت زوجة تُثمّن المحبة وتمنح الوفاء لأن قلبها ممتلئ بالاهتمام لا بالجراح وإن صارت أما فإنها تعطي دون أن تشقى لأنها تجد من يقدّر عطائها ويشاركها أعباء الحياة أما في شيخوختها فإن الكلمة الطيبة والرعاية تجعل عينيها تشع بنور الحكمة والرضا وتشعر بأنها عاشت حياة تستحق الاحترام
الأنثى لا تحتاج الكثير لتزهر يكفي أن تُعامل كإنسانة وأن تُحاط بالحب والتقدير فتمنح العالم أجمل ما فيها لأنها ببساطة خُلقت لتمنح الجمال والحياة
للاإيمان الشباني
Discussion about this post