اتّصلتُ بكِ لأخبرَكِ
أنّ طيورَكِ هذا الرّبيع قليلة، وهذا يُحزنُني.
ولا جديدَ أضيفُه. أنتِ لستِ صغيرة.
تعرفينَ أنّ البحرَ أوسعُ من صدركِ وأقلُّ من نظرتكِ،
والصّحراءَ أيضًا.
أرى فيكِ اسمي أكثرَ من كتابتي إيّاه.
مرّات كثيرة، ربّما فاقت عددَ العصافير في يومٍ ماطر،
كنتُ أكتبه كلّ يوم وأنا صغير.
المعاني قليلة.
أُضلّلُ قارىءَ ملامحي، وأنا أتحدّث، بكلماتٍ مترادفة.
***
في المقهى
وأنا أقلّبُ، خِلسةً، صورَك؛
تحدّثَ إليّ غريبٌ
عن ثوبي الجديد:
تطرّقَ إلى لونه الحقيقيّ
في المرآة،
حدّدَ درجة حرارة الماء
عند غسله،
وصفَ حذاءً آخرَ، أيضًا، يمشي معه،
حذّرَني من نهارٍ سيؤذيه،
وبشّرَني بليلةٍ تكشفُ عيوبَ
مَن أحبّوه عليّ.
لو أنّه قريب،
وتحدّثَ إليّ عن ثوبه،
عبر الهاتف.
.
نصر جميل شعث
غزة
Discussion about this post