جرح نازف
————
الجرح الّذي لا ينام،
يوقظه ملح الوقت،
كلّما هدأت العاصفة
أعاد الوجع انتشاره
في مسامات الرّوح،
الجرح الّذي تطاير شظايا
على أجنحة السّحاب،
في أقبية الطّغاة،
في نهارات مصلوبة
بخيوط شمس مشلولة،
وفي ليالٍ يقودها
قمر ضرير،
الجرح الطّاعن بالقِدم
منذ خذلان الأنبياء،
منذ صُلِّب المسيح،
وتحريف الأناجيل.
حين تبنى الإله العطش،
بكت الغيمات مطراً
شربه الطّين،
خذلتنا السّنابل،
هدمت الثّورات أقبية الطّغاة،
وظلّ الجرح معلّقًا بجدران الزّنازن،
تسقيه الانتكاسات،
تطعمه الحروب،
الماء يرسم وجهه على الشّطآن،
الفجر يعربد في مناقير العصافير،
وقلوبنا يعانقها الجفاف،
مشاعرنا تقتات الأغاني الحزينة،
الدّموع تنام على حواف القصائد،
الليل منفذ إلى السّماء
حين يعجزنا برد الشّتاءات في
أو يطاردنا حرّ الصّيف،
منذ طعنة الأحبّة للوطن
بأدوات الحرب،
صار جرحنا نازفًا،
وصِرنا نكتة بائخة
في فم جنرال سكران.
سعيد العكيشي/اليمن
Discussion about this post