إلى
جلجامش الملك الميت داخل سرير النّهر ..
إلى
ابن خلدون الّذي مرقده في المكان الّذي انشقّ فيه النّهر..
إليّ أنا
الّتي انشقّ لي الكلام مجازًا
(أيكون في وسعي ألاّ أرى الموت الّذي أخشاه وأرهبه؟).
“كلكامش” متحدثا عن الموت
على طريقة كلكامش تكتب فائزة بن مسعود القصيد وهي تبحث عن تجربة الخلود متسائلة عن مكان وسيع..
الرّيح فيه تعوي ولا تحفظ اتّجاهها… لكنّها تثير تساؤلات في داخل حركة النّصّ.
كيف؟
بالأوساط الأدبيّة القديمة جرت العادة أن يُسَمَّى العمل الأدبيّ وخاصّة القصائد باسم ما جاء في أول شطر من البيت الأول..
فكما بملحمة جلجامش البداية كانت بعبارة “هو الّذي رأى كلّ شيء”
كذلك ابتدأت فايزة بن مسعود مجموعتها وبالسّطر الأول “ريح لا تحفظ اتجاهها”..
فالقصيد عندها لا ينقل معنى جاهزا وواقعا باهتا.. وإنّما يبحث في دلالات المعنى ويذهب بعيدا ليستنفر المتلقّي ويشحن طاقته، ويجعله شريكاً في إنتاج هذه الدّلالات، ممّا يولّدُ نصّا ينفتح على مقاربات تأويليّة تعمل على تفكيك المعنى والمبنى اللذيْن يمثلان أوتاد الرّؤيا لدى الشّاعرة.
مجموعة شعريّة تبحث عمّا وراء الأفق… ليتولّى القارئ البحث عن اللامرئيٌ في النّصّ،
مجموعة تكشف عن أفق لدلالة أخرى هي بمدى اتّساع كلّ الدّلالة.
حمد حاجي
Hamed Hadji
أقول شكرا دكتور
والشّكر لا يفيك حقّك
فائزه بنمسعود
Discussion about this post