في غالبية (الحروب )هناك تدمير لكل القيم الاجتماعية و مأساة للترابط الاجتماعي والانساني و تفكك للأسر و خراب للمدن و الطبيعة و تشويه للبشر نتيجة استخدام الاسلحة الفتاكة..!!
كنا في منطقة (جبل حمام) في الاراضي (الايرانية )حيث كان يتمركز المقر الخلفي (للواء )وبقية مقرات للأفواج الخلفية وكانت الافواج القتالية متمركزة في مناطق (كيلان غرب ).؟
وبصفتي (ن . ع) في (الجيش) وككاتب في المقر الخلفي (لسرية المقر) كنا نكلف ليلا بالواجبات و الحراسات الليلية بانتظام و كانت هناك ( نقاط حراسة) في محيط المعسكر و( نقاط حراسة )ليلية في داخل المعسكر و كان موقعنا بالقرب من (جسر جيا حمام) ويمر من تحته نهر صغير ولكن اثناء الشتاء كانت الأمطار وتدفق المياه بكثرة تصدر عنها اصوات رهيبة من هذا النهر ليلا و خاصة اثناء هبوب الرياح القوية في الوادي ؟؟ المنطقة (جبلية )و كانت الظروف غير طبيعية خوف و ترقب و منازلات من الطرفين و تسلل ما بين القطعات العسكرية للطرفين .!!
قتل وربما (ذبح )لمن غفى في نومه للطرفين اثناء قيام تسلل معادي للطرف الاخر وغالبا ما كانت تنفجر حقول الغام في مثل هذه التحركات عند تقصي استحكامات الطرف المقابل. او مرور مجموعة من الحيوانات البرية كالخنازير على. حقول الالغام؟؟
في ليلة ما كان المطر يتساقط بشدة جنونية و الهواء شديد البرودة قارص و هبوب رياح و اصوات مرعبة بسبب الجسر و الوادي القريب المطل عليه، وكانت دوما هناك زيارات لحيوانات متنوعه في الليل (كالذئاب وخنازير برية و ثعالب وقطط برية )مرعبة كبيرة الحجم و رهيبة الشكل.؟
وكان يتم مشاهدها باستمرار وهي تتجول ليلا في المعسكر بسبب كثرة وجود بقايات الطعام المختلفة، و (زواحف )كبيرة الحجم لم ارَ مثلها تشبه (التماسيح )و لكن ليس لها انياب وغالبا ما كنا نسمع أصواتا رهيبة متنوعة لهذه الحيوانات لكون المنطقة فيها جبال ووديان وانهر وغابات صغيرة. !!
كنت في ليلة ما من ليالي الشتاء المرعبة مع هطول المطر و الضلام الشديد وبردها القارص و تلك الاصوات المرعبة الكثيرة مع زميل لي في نقطة (حراسة )مميزة للمقر الخلفي (للواء العسكري )الذي كنت فيه ولكون الوقت لم يمر بسهولة وهناك خوف من الاشتباك او تعرضنا للاقتحام من الجانب (الايراني )فكنا نحسب الحساب لأي صوت غريب او حركة تصدر بصوت مميز.؟
اتفقت مع زميلي (صالح) القيام بالمناوبة في (النوم )و مدة الحراسة كانت ثلاثة ساعات ثم يتم تبديلنا باثنين اخرين من الجنود وكانت العادة ليلا غالباً ان يمر ضابط الخفر على هذه النقاط المكلفة بالحراسات ليتأكد من يقظة (الحراس )وتاهلهم في مواقعهم ؟..
وفجأة داهمني النعاس و رغبة في (النوم )فاتفقت مع صديقي (صالح )ان لا يناديني باسمي حين يود ان يوقظني اذا كنت نائماً او عند سماعه لصوت او اية حركة للتفتيش خوفا من العقاب بل ان يقوم بتلمس كتفي كنت البس الملابس العسكرية كاملة ومن ضمنها غطاء الرأس.؟
غرقت في نوم عميق ونسيت كل شيء ولم اعلم كم مر على ذلك و فوجئت (بحركة )ما أحسستني كأن شخصا يتلمس منطقة فروة رأسي و ظننت انه صديقي (صالح )فناديته باسمه (صالح )ماذا حدث ومن نبرة صوتي استفاق (صالح ) من النوم و هو مرعوب ؟؟وتبين انه ايضا داهمه نوبة (نوم )عميق اي كنا نحن الاثنان نائمين..!!
فقال:
ـ انا لم اناديك او اطلب منك ذلك انتابنا نحن الاثنان خوف شديد ؟وتبين ان لا وجود (للضابط )الخفر او اي شيء اخر فاضطررنا الى ترك مكان الحراسة و قمنا بجولة تفتيش في جميع المناطق التي كانت ضمن حراستنا و قريبة من موقعنا ؟العسكري وشمل التفتيش أسفل الجسر القريب من المعسكر وملاجئ الضباط والجنود وتبين أن الجميع يغطون في نوم عميق !!
(يا ترى )من الذي دخل علينا في ذلك الوقت؟ وماذا حدث أثناء نومنا؟ ولخوفنا من (بوح) الموقف ومن (العقاب )اضطررنا ان نكمل مناوبتنا معاً لغاية نهاية الموقف والساعة المتفق عليها.!!
ولغاية يومنا هذا لم نستطيع ان نعرف ماذا حدث في تلك الليلة المظلمة و المليئة بالخوف ومن الذي تلمس فروة رأسي ؟!……
Discussion about this post