نصّ بقلم الشاعر …. عبد العزيز الهمّامي
مَا بَيْنَ الفَيْنَةِ وَ الفَيْنَةْ
سَتَرَى مِنْ شُبَّاكِ الوَقْتِ
سَمَاوَاتِي
وَسَتَعْرِفُ مَا بَيْنِي
فِي الحُبِّ وَبَيْنَهْ
مَا بَيْنَ الفَيْنَةِ وَالفَيْنَةْ
طَيْفٌ مِنْ رِيشِ النّجْمَةِ
حَطَّ عَلَى شَجَرِ المَعْنَى
وَدَنَا مِنْ قَافِيَةِ الحُلْمِ
وَأَغْمَضَ جَفْنَهْ
مَنَحَتْهُ الغَيْمَةُ أَجْنِحَةً
وَأَتَتْهُ الرِّيحُ تُمَشِّطُ غُصْنَهْ
وَخُطَايَ بِهَذَا الدَّرْبِ النَّاعِسِ
لَمْ تَقْرَعْ بَابَ الصُّبْحِ
وَلَمِ تَبْلُغْ كَوْنَهْ
مَازِلْتُ بِبَالِ التِّيه نَدًى
أَصْطَادُ مَجَازَ الفَـلَوَاتِ
وَأَطْوِي مِعْـرَاجَ الحَرْفِ
لِأَدْخُلَ حِصْنَه
مَا بَيْنَ الفَيْنَةِ وَالفَيْنَةْ
أَتَخَيَّلُ أَنَّ الغَزَلَ العُذْرِيَّ
يَعُودُ اِلَى الدُّنْيَا
مَفْتُونًا بِجَمِيلٍ وَبُثَيْنَةْ
أَوْ يَظْهَرُ يُوسُفُ يَوْمًا
مُلْتَحِفًا بِالنُّورِ
فَنُدْرِكُ حُسْنَهْ
وَنِسَاءُ القَصْرِ لِمَطْـلَعِهِ
قَطَّعْـنَ جَمِيعًا أَيْدِيَهُنَ
مِنَ الدَّهْشَةِ حِينَ رَأَيْنَهْ
وَأَنَا مَا بَيْنَ الفَيْنَةِ وَالفَيْنَةْ
وَحْدِي أَكْتَضُّ بِأَسْئِلَتِي
وَأَقُضُّ مَضَاجِعَ ذَاكِرَتِي
وَأُعِيدُ اِلَى البَيْدَاءِ بَكَارَتَهَا
وَاِلَى الطَّائِرِ لَحْنَهْ
فَهُنَالِكَ مُتَّسَعٌ
لِأُرَتِّبَ مَوْسِمَ أَمْطَارِي
كَفِّي يَتَحَوَّلُ مِسْرَجَةً
وَيَدِي نَحْوَ الأُفْقِ
تَصُدُّ اللَّيْلَ وَتَـحْجُبُ لَوْنَهْ
وَكَأَنَّ الشَّارِعَ مِئْذَنَةٌ
وَعَلَى الأَحْجَارِ فَرَاشَاتٌ
وَفِرَاخُ حَمَامْ
الأَرْضُ تُشَكِّلُ بَاقَتَهَا
وَالوَرْدَةُ مُمْتَنَّةْ
مَا بَيْنَ الفَيْنَةِ وَ الفَيْنَةْ
نَجْتَازُ خِفَافًا لَيْلَتَنَا الأُولَى
وَخَيَالُ المَوْجِ عَلَى سَفَرٍ
يَتَشَهَّى أَنْ نَرْكَبَ مَتْنَهْ
وَبَدَا هَذاَ الظَّمَأُ الصُّوفِيُّ
يَطِيرُ الَى الأَعْلَى
كَيْ يَأْخُذَ مِنْ مَاءِ الكَوْثَرِ حَفْنَةْ
وَأَنا مَا بَيْنَ الفَيْنَةِ وَالفَيْنَةْ
أَحْتَاجُ غِوَايَةَ شِعْـرٍ
يَقْطِفُ تُفَّاحَ الكَلِمَاتِ
وَيَرْوِي ظَمَاِي مِنْ أَنْهَارِالجَنَّةْ
وَتُطَوِّفُ بِي الأَيَّـامُ
أَرَى مُدُنًا نَقَشَتْهَا الأَسْمَاءُ
وَأَبْقَى مُنْفَلِتًا مِنِّي
أَخْتَلِسُ الأَضْوَاءَ
وَأَفْتَحُ لِلْبَلَدِ النَّائِمِ عَيْنَهْ
وَطَرِيقِي أَصْبَحَ لِي وَطَنًا
أَتَقَاسَمُ وِحْشَتَهُ
وَأُطَارِدُ حُزْنَهْ
Discussion about this post