بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
صدى الطّين والمرايا …
فِي حَدِيثِ الطِّينِ وَالمَرَايَا،
تَتَكشَّفُ الوُجُوهُ حِينَ يَغسِلُهَا المَطَرُ،
وَيَبقَى الصَّوْتُ فِي جَوْفِ الرِّيحِ،
يَبْحَثُ عَنْ بَيْتٍ لَم تَبْلَعْهُ النِّيرَانُ.
فِي الظِّلِّ،
يَنَامُ الفَقِيرُ عَلَى صَدْرِ الحُلْمِ،
وَيَسْهَرُ الغَنِيُّ يَحْصِي صَدَى خُطَاهُ
فِي مَمَرٍّ طَوِيلٍ مِنَ الصَّمْتِ.
الكُوخُ — وَإِنِ احْتَرَقَ —
تَبْقَى فِيهِ نَافِذَةٌ تُطِلُّ عَلَى الأَمَلِ،
وَفِي رُكَامِهِ تُولَدُ زَهْرَةٌ
تُشْبِهُ قَلْبَ الأُمِّ حِينَ تَبْتَسِمُ لِابْنِهَا الجَائِعِ.
أَمَّا القَصْرُ،
فَهُوَ صَدًى مِن فَخَامَةٍ عَمْيَاءَ،
يُخْبِّئُ فِي أَرْكَانِهِ البَرْدَ،
وَيَخْشَى المَطَرَ لِأَنَّهُ يُذَكِّرُهُ بِالتُّرَابِ.
يَا أَيُّهَا الزَّمَنُ المُتَعَبُ،
كَيْفَ تَخْتَارُ مَن يَبْقَى؟
أَالْكُوخُ الَّذِي يُنَادِي الحَيَاةَ مِن رَمَادِهِ؟
أَمِ القَصْرُ الَّذِي يَخَافُ مِن وَمْضَةِ الشِّتَاءِ؟
رُبَّمَا الحَقِيقَةُ لَا تَسْكُنُ الحِجَارَةَ،
وَلَا تَعْرِفُ الأَبْوَابَ المُذَهَّبَةَ،
بَلْ تَمْشِي حَافِيَةً
عَلَى الطِّينِ،
تَضْحَكُ لِلْمَطَرِ،
وَتُولَدُ كُلَّ صَبَاحٍ مِن رَمَادِ الكُوخِ.
بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































