أصبحت أخشى أن أكون لا شيء،
أخشى قوتي، واستقلالي، واكتفائي بذاتي.
أشعر أنني سوف أستيقظ ذات يوم أجد نفسي جثة هامدة لا تستطيع الحراك، وأن تغلبني قوتي، ويغلبني استقلالي.
يهتفون باستقلال المرأة، وبالمساواة، يا لها من شعارات زائفة!
منذ متى وأصبحت المرأة كائنًا مستقلًا؟ منذ متى وأصبحت تستطيع أن تكتفي بذاتها وأن تكون مستقلة؟!
والله لا تكون هزيمتها إلا من استقلالها.
خُلقت المرأة ضعيفة، وقوتها في ضعفها.
خُلقت رقيقة، حنونة، ودودة، تحب الحب وتعيش لأجله.
خُلقت وهي تحب الاهتمام والدلال،
والله ما خُلقت لتستقل.
ما وددت يومًا أن أكون مستقلة أو أسير دربي بمفردي،
لقد تصنعت فقط قوتي، واستقلالي، واكتفائي بذاتي، وحييت حياة زائفة.
كم تمنيت يدًا تربت على كتفي، وصدراً يضمني وقت ضعفي!
كم تمنيت أن ألقي بنفسي باكية، لا أخشى أن يُرى ضعفي وقلة حيلتي!
تمنيت من يمد يد العون ويساندني، وألا أكون بمفردي.
تمنيت عائلةً يسود بها الحب، ولم تكن، فبرحيل نقيّ القلوب دُفنت المحبة والسلام.
تمنيت نجاحًا باهرًا، ومستقبلًا رسمتُ له طريقًا أسير فيه حتى أصل، ولكن الخذلان في كل مرة كان يمزق لي رسمتي.
تخليت عن أحلامي، وصنعت أحلامًا غيرها، ولم يساندني من لي حق عندهم بالمساندة.
فقررت أن أتصنع قوتي، واستقلالي، وأن أقتل قلبي، وألقي به في حفرةٍ إلى أن يحين موعد جسدي، فيجتمع به.
لعل بفعلتي أنال ما تمنيت، أو أصنع حياةً أجد بها ذاتي.
ولكني لم أحظَ بذاك ولا بذاك،
لم أحظَ بالاستقلال، ولم أحظَ بالاهتمام،
فحييتُ حياةً بين ضعفي وقوتي…
بقلم الكاتبة اسماء عبدالبر القاضي
Discussion about this post