سلسلة تسرد
التُّراث الشَّعبي في رمضان
بقلم/ د. دعاء محمود
رمضان شهر الخير والإحسان، يأتي محملًا بشتى أنواع البركات.
نطوف معكم في بلاد العالم، نقطف عبير الشَّهر، وروحانياته من كل مكان.
تجتمع الأمة الإسلامية على فرحتها، وبهجتها بقدوم الشَّهر الفضيل، تتشابه العادات، والتّقاليد، ولكن في كل بلد عادات تميزه عن غيره من البلاد.
وهنا نقف في جولتنا عند التُّراث الشَّعبي في باكستان واحتفالاتها بالشَّهر الفضيل.
يتمسك الشَّعب الباكستانى بالعادات والتَّقاليد فى ظل احتفالات شهر رمضان المبارك، يتمتع الشَّعب الباكستاني بخصوصية تميزه، فما أن يثبت ولادة هلال رمضان حتى تبدأ الاحتفالات بتزيين الشَّوارع والسَّاحات وشرفات البيوت بالمصابيح الخاصة برمضان، وإعداد الطَّعام ويُعلن اليوم الأول من رمضان عطلة رسمية، وتغلق المطاعم، وأماكن الترفيه، أبوابها.
تعد الأكلات الشَّعبية والعصائر التَّقليدية أهم ما يميز المائدة الرَّمضانية فى باكستان، حيث يقدم مشروب تقليدى يعرف باسم “روح أفزا” هو خليط من مستخلصات نباتية والفواكه والأعشاب، وهناك مشروب آخر يعرف بــ”جام شيرين” ويستخلص من عصارة الرُّمان.
تعتبر وجبات البرياني، من معالم موائد الإفطار الرَّمضانية، خاصة التى تقام عند المساجد وفى الشَّوارع، وتوزع على غير القادرين، وتعد السمبوسك من الأكلات الخفيفة التى يحب الباكستانيون تناولها مع الشَّاى الأخضر على مائدة الإفطار.
من أهم مظاهر شهر رمضان فى باكستان، هو التَّكافل الاجتماعى وموائد الإفطار الجماعي، فتمتد الموائد لأمتار طويلة، ويلتف حولها الكبار والصُّغار، وفى البيوت يتجمع الأقارب والجيران للإفطار، وتزدحم المساجد طوال ليالى رمضان بالرِّجال والنِّساء والأطفال، لأداء صلوات التَّراويح، حيث تحرص المساجد على ختم القرآن الكريم ثلاث مرات خلال شهر رمضان.
وفي باكستان يهتم المسلمون بالمساجد وتنظيفها وتجهيزها بأجهزة التَّبريد لسابق علمهم بالأعداد الكبيرة التي ستفد عليها، حيث يغدو المسجد المكان الأكثر استقبالا للصائمين وفي مختلف الأوقات، بالإضافة إلى ما يعمل عليه العلماء للاستفادة من الرَّوحية العالية لدى الصَّائم من خلال تنظيم حلقات التَّدريس للمعارف القرآنية والإسلامية، إضافة إلى القراءة الجماعية للقرآن الكريم التي تنظمها جمعيات القرآن الكريم لمساعدة الأميين على القراءة ولكي لا يحرموا من بركة قراءة القرآن في شهر القرآن.
ومن اغرب العادات في شهر رمضان في باكستان؛ حرب البيض التي تقام في مدينة بيشاور، فهي تقيم حفل عرس جماعي لكل الأطفال الذين يصومون لأول مرة؛ لتشجيعهم على الاستمرار في العبادة، والصوم، حيث تنظم مسابقة “البيض المسلوق” والتي تقام على مدار شهر رمضان، وهي لعبة تبدأ في المساء، وتنتهي عند السحور، وتعتمد قوانينها على إمساك أحد المتسابقين الشباب بيضة مسلوقة، يضرب الأخرى التي في يد خصمه بها بهدف كسرها حتي يتأهل للمرحلة التالية.
شهر الخير يسعد به الجميع في كل مكان، وزمان.
يهل بالفرحة، والأعياد لكل البلاد
أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.
الكاتبة الصحفية/ د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post