” أربعة وجوه ”
أي تعدد هذا، وأنتِ، في عمقكِ،
أربعة وجوهٍ لا تلتقي،
تتوزعها الأزمان والأحلام،
لكن، في صمتكِ،
تظلِّين واحدة،
تختبئين في زوايا نفسكِ،
كحلمٍ لا يُمسك،
كأنكِ حكايةٌ قديمة،
ترويها كلمةٌ تحمل نصف سرٍ،
ونصف غموضٍ.
وجوهٌ تظنُّ أنها تفهمكِ،
تضلُّ عنكِ،
ترتكبُ الأخطاء،
ثم تكررها،
وتبقى أنتِ،
غيمةٌ لا تنزل،
وبحرٌ لا يغرق.
أنتِ في قلبكِ،
كلما ناديتِ،
أجابكِ صدى لا يشبهكِ،
تبحثين عن نفسكِ في المدى،
فتختفي،
كأنكِ ضوءٌ خفيّ،
لا يراه سوى الصمت.
هل هو التعدد أم هو السؤال،
الذي يذهب بكِ بعيدًا؟
كل وجه فيكِ يغني قصته،
ويبقى سرّكِ
يختبئ بين الحروف،
في دروبٍ لا يعرفها أحد.
أنتِ لستِ نهاية،
ولا عزلة،
بل حقيقتكِ،
التي لا تُقال.
——
نور الدين طاهري
بلجيكا
Discussion about this post