صحيفه الرواد نيوز
🌙 رمضان جانا و فرحنابه .. و كيف كان رمضان في عهد الملك فاروق الاول ؟!! 🌙🌟
🌙 نأخذك معنا في رحلة عبر الزمان لتعيش معنا لحظات عطرة تفوح بعبق التاريخ و نفحات رمضانية برائحة المسك و العنبر و شهر رمضان في عهد الملك فاروق الأول .. فلنبدأ رحلتنا الآن :
ما ان تثبت رؤية هلال شهر رمضان الكريم فتزدحم الشوارع و الأماكن العامة حيث يخرج المصريون يبحثون عن اقرب جهاز راديو في المقاهي و الأماكن العامة لسماع خطبة الملك فاروق و التي كان يهنئ فيها الشعب المصري بحلول شهر رمضان الكريم و ما ان يعلن المذيع انتقاله إلي قصر المنتزه لنقل كلمة الملك، فيسود الصمت في الشوارع ، الى ان ينتهي الملك من إلقاء كلمته ، فتتعالى الأصوات في كل الأنحاء تهتف تدعو للملك فاروق : “حفظ الله جلالته وأطال بقاءه” . و يأمر الملك فاروق الخاصة الملكية بتوزيع مبالغ من المال على العائلات الفقيرة و كل بيت فقير في القاهرة وفي الأقاليم .
🌙 و طوال شهر رمضان كانت القصور الملكية تستخدم مكبرات الصوت لإذاعة القرآن الكريم و تقام السرادقات في الميادين الكبيرة والمتنزهات لتلاوة آيات الذكر الحكيم والتواشيح الدينية، خاصة في ميدان قصر عابدين . و كان رحمه الله يؤكد على ضرورة إذاعة أصحاب المحلات المجهزة بأجهزة الراديو القرآن الكريم طوال أيام رمضان ليصدح القرآن في كل مكان بالمحروسة احتفالا بالشهر الكريم .
🌙 و يدعو الملك فاروق رجال القصور والخاصة الملكية لمائدة إفطار رمضانية ، ممدودة و عامرة تحفل دائما بكل ما تشتهي الأنفس مما لذ و طاب ، وتتسع للكثيرين من رجال الدولة وسفراء الدول ورجال الأحزاب وعامة الناس بمن فيهم الفقراء، وتميز الملك فاروق دون حكام مصر ممن سبقوه في إقامة هذه الموائد بكثرة في رمضان ، لكن بعد حرب فلسطين ١٩٤٨ ، تغيرت تقاليد هذه الموائد التي كانت تُقام في القصر الملكي في شهر رمضان، وكان يحضرها الأمراء و الوزراء و العلماء و أمر بعد الحرب بإلغاء موائد القصر، لتحل محلها موائد في القاهرة وسائر مدن مملكة مصر وأرجائها للفقراء والمعوزين علي نفقته الخاصة طوال الشهر . و عن المآدب الملكية التي كانت تقام في مختلف انحاء فقد تنوعت ما بين مأدبة للعمال، وأخرى لرجال الجيش والضباط، و مأدبة لمشايخ الطرق الصوفية والأئمة والخطباء، و اخرى للطلبة الغرباء في مصر و الدعوة مفتوحة للجميع لا يستثنى منها احدا .
🌙 و لنذهب معا الى قصر عابدين لتراه ، يتلألأ بالأنوار الكثيرة إحتفالا بشهر رمضان الكريم ، و ترى الفناء الداخلي للقصر قد تم تجهيزه لجلوس الآلاف الذين يأتون لسماع القرآن من كبار المقرئين، و يشارك فاروق أبناء الشعب المصري في هذه الليالي المباركة، فيفتح السراي أبوابها في كل ليلة للجميع لا فرق بين غني وفقير . و تذكر مجلة “المصور” في تلك الفترة ان المأدبة الملكية الرمضانية كانت تضم قائمة من أشهى المأكولات و الأصناف مثل : البرتقال، والسجائر، وحساء ساخن بالخضر، وحمل بلدي بالخلطة، وفاصوليا بالدجاج، وديك رومي فاخر بالبطاطس، وأرز مع لبن زبادي، وحلاوة بالقشدة، وخُشاف، وفواكه، وقهوة . و تضيف مجلة “المصور” :” أن فاروق لم يشأ أن يحرم من هذا العطف جميع من يتشرفون بخدمة السراي، فأمر بأن يأكل الخدم والسائقون والجناينية من نفس الطعام الذي أكل منه الملك” .
🌙 و لنترك قصر عابدين و نتجه الى قصر راس التين و احتفالاته المبهجة فتقول مجلة مجلة “المصور” في عددها الصادر في ٢٣ يونيو ١٩٥٠ : “عندما انطلقت قذيفة مدفع الإفطار سلطت الأضواء الكشافة على قصر رأس التين فبدت معالم جماله، وبعد الإفطار بدأ الوزراء والكبراء ورجال الدولة يفدون على القصر العامر ليستمعوا إلى القرآن الكريم، وأقيم سرادق متسع الجنبات على مقربة من القصر لاستقبال الذين يريدون أن يستمعوا إلى آيات الذكر الحكيم” . و تصف مجلة “المصور” السرادق فتقول : “يتسع السرادق لخمسة آلاف نفس، وهو يموج كل ليلة بأبناء الشعب من مختلف الطبقات، وهى مأدبة إفطار ملكية دُعي إليها الأمراء والوزراء ورجال الأزهر والسلك السياسي ورؤساء وفود جامعة الدول العربية، كما أقيم سرادق كبير في حديقة القصر على قرب السلاملك، ثم تفضل جلالة الملك فصافح المدعوين بيده الكريمة، بعد أن حياهم وهو يدخل السرادق بقوله (كل عام وأنتم بخير)، وسمح لأعضاء وفود جامعة الدول العربية أن يشهدوا المأدبة بملابسهم العادية فكانت مفاجأة كريمة لهم” .
🌙 و لم يكتف فاروق مصر بالمآدب الملكية لكن كان يوجد مطعم ” الملك فاروق الخيري” فكان احد السبل لحصول الفقراء على الطعام ، فيقدم الطعام المطهو والخبز لمن يريد .
🌙 و لنقترب قليلا من الملك فاروق و أسرته و ماذا عن الأصناف و المأكولات التي كان يتناولها الملك فاروق و اسرته في وجبة الافطار في رمضان ، فتخبرنا مجلة المصور ما يلي : “كانت مائدة الملك الخاصة التي يجلس إليها ليتناول إفطاره مع أسرته كانت بسيطة، لا تتسم بالبذخ، وتضم عادة أصنافا بسيطة، وكانت قائمة الطعام الملكية، لا تضم سوى صنف واحد من اللحوم، وفطائر، وبيض بالبسطرمة، وأرز، وبطاطس، وطبق المسقعة المُفضل، ثم الكنافة، والفواكه” … انتهت الرحلة و عدنا الى العام ٢٠٢٥ .. عودا حميدا و كل عام و انتم بألف خير ❤
Discussion about this post