بقلم … ميشال سعادة
( تابع )
3/7
يا امرَأة !َ
أَجمَلُ الأزهَارِ زَهرَةُ المِلحِ
أَطيَبُ القَصَائِدِ قَصِيدَةٌ مَالحَةٌ
لا تَحلَوُّ ألّا بِمَاءِ الكَلِمَاتِ !
وأنا _
وَحِيدًا كُنتُ
مَا زِلتُ
عَلَى الطَّرِيقِ أَصغِي إلى شَرَايِينَ
تَاهَتْ فِي مَجَارِيهَا الحَيَاةُ
إلى سَوَادِ اللَّيلِ أُصغِي
إلى نُورِ الكَواكبِ
فِي ظِلِّ صَمتِيَ أُصغِي
كي لا تضَلَّ الأفكارُ سَواءَ السَّبيلِ
وَحِيدًا –
أُنصِتُ لأِغصَانٍ تَكسَّرَتْ أضلاعُها
لأَورَاقٍ سَقَطَتْ كالدَّمعَةِ
على خَدِّ الأَرضِ
لِزَهرَةٍ تَصرُخُ عَاليًا –
أيَّ ذَنبٍ إقتَرَفتُ حتَّى انكسَرَ تَاجِي
وَسَالَ العِطرُ ؟!
وَحِيدًا –
أحلُمُ بأَرضٍ مَنسِيَّةٍ
مَجهُولةٍ
رَسَمَتها عَيناكِ بِسَماءٍ
لوَّنَتهَا رِيشَةُ الحِبرِ
وأحلُمُ بقُبلةٍ تَجمَعُ الشَّمسَ بالقَمَرِ
تَجمَعُنِي بامرِأةٍ خَضرَاءَ عَارِيةٍ
أهوَاها تَهوَانِي فِي ذَا المَدَى الرَّحبِ
تَرَى الى رِيحِ الشِّمالِ _
على غَيرِ ما اعتَقَدُوا
لا تَحملُ مَوتًا للحُبًّ
إلى رِيحِ الغَربِ تَدفَعُ بَحرًا للحُلُمِ
إلى رِيحِ الشَّرقِ نَاعمَةً
تُقَدِّمُ النَّهارَ للحَيَاةِ
إلى رِيحِ الجَنُوبِ
ما كانَتْ يومًا بَخِيلَةً
تَحمِلُ سِلالَ الحُبِّ والمَطَرِ
إلى صَباحٍ بَاسِمٍ
ما عادَ ظِلًّا لمَجهُولٍ
لزَمَانٍ يَحيَا فيهِ جَسَدُكِ مُنَعَّمًا
كي يَصحُوَ حُلُمًا
على ضِفَافِ الشِّفَاهِ ..
صَدِّقِينِي يا امرَأَة –
كان بِوِدِّي أن أرسِلِ لكِ قَشَّةً
سَقَطِتْ من مِنقَدِ عُصفُورٍ
يَبنِي عُشًّا في حَضنِ أكَاسيَا وَردِيَّةٍ
طَيِّبةِ العُطُورِ
لكنَّ العُصفُورَ استَوقَفَنِي
واستَرحَمَنِي
تَرَكتُ القَشَّةَ لفِرَاخٍ
يَحلُمُونَ بالمَجِيءِ
قَشَّةٌ وَاحِدَةٌ تَكفِي لتَحلَوَّ الحَيَاةُ
قَشَّةٌ تَسقُطُ من شَجَرَةِ الحُبِّ
كَفِيلَةٌ بأَن يَزهَرَّ في أَيدِينَا
هَذَا الرَّملُ القَاسِي
… وَتَجتَمِعُ أسَاطِيرُ تَتَعَارَفُ
تَتَحَابُّ في بَحرِ النِّسيانِ
قَشَّةٌ وَاحِدَةٌ كَفِيلَةٌ بِوِلادَةِ
زَهرَةِ النَّارِ ..
( يتبع )
بقلم … ميشال سعادة
Discussion about this post