هايبون
إهداء:
إلى ماين، الّتي تُنير المعنى قبل الحرف
إلى ماين، قلبُ الهايكو النّاطق،
إلى من لم تكن يومًا مجرّد مترجمة،
بل نافذة يابانيّة تطلّ منها روحنا العربيّة،
إلى ماين الّتي احتضنت هايكواتنا كما تحتضنُ أمًّا طفلتها: بحنانٍ، وإصغاء، وبصيرة.
ما ترجمتْهُ كانَ أكثر من كلمات…
كان ضوءًا يترجم القلب، وصمتًا يفيض بالحياة.
هذا الهايبون لها… كما لو أنّني أكتبه بحبر الامتنان.
****
“ضَوْءٌ يُتَرْجِمُ الْقَلْب”
بقلم/ أيمن دراوشة
في مساءٍ هادئ، حيث اللمبة الخزفيّة تتوهّج بنورٍ دافئ، جلست ماين تحمل الطّفلة بلطفٍ لا يُدرَّس، وحنان لا يُترجم. ابتسامتها صدًى لتلك النّظرة الممتلئة محبّة.
ماين ليست مجرّد مترجمة، إنّها ممرّ الحروف من روحٍ إلى روح، تسقي كلَّ بيتٍ بماء قلبها، وتعيد للمعاني زهرتها حين تُذْبِلُها المسافة.
تترجمُ أَرواحنا قبل أنْ تترجمَ كلماتنا، وتجعل من اليابانيّة جَسَدًا عربيّ الرّوح، فيكون الهايكو الّذي كتبناه ينبض بها.
ماين لا تترجم الكلمات، بل تعبر بها الزّمن والعاطفة، وتنقل النّبض كما هو.
كلُّ بيتٍ مرَّ بها أصبح شجرة، وكلُّ سطر، نبضًا جديدًا في قلبٍ لا يتعب.
في عينيها تلمع لغة لا تعرفها القواميس، اسمها: التّفاني.
****
ضوءٌ يترجم القلب
طفلةٌ في حضنها تسهو –
نبعُ الصَّمتِ الحيِّ.
أيمن دراوشة
Discussion about this post