بقلم … نورالدين كويحيا
يُصافح عذاباتهِ.. حين يرهقه الألم
يهشّم مراياه،
حين تعجز –ككلّ الأشياء العاجزةِ في العالم–
أنا عن إظهار صورة دواخله.
وحين يهشّمها
يقول : هشّمتُ جسدي
هشّمتُ هذا الوهم الظّاهرَ
صرتُ حرًّاً
صرتُ شيئاً آخر غير روحٍ في جسد
غير قمحٍ في طاحونة هواء.
يعود لواقعهِ…
يعود من شروده،
يعود من النّسيانِ إلى التذكر
ويدرك؛
أنَ جسده لا زال باقياً
وصوتهُ حاضرٌ ومسموع
وقلبهُ نابضٌ ومنتفخٌ كبلونة
قال: أفجرَهُ.. وأنتهي.
غير أنّ الواقع مؤلمٌ.. ولا ينتهي
غير أنّ الواقع حقيقيٌ لدرجةِ البكاء.
ولأن كلّ خططه باءت بالفشل
قرّر أن يستكين للزّوايا
أو يستكين فيها.
يسمح لجسده أن يصير ظلاًّ
ثم بقعةً سوداءَ يمرُّ عليها الزّمن والأيدي
فتبقى معلّمة.
وقف هناك طويلاً
ولم يتغيّر شيء
م ازال إنساناً
مازال موجوداً
غير أنّه يؤمن بفكرةٍ واحدة
أنّ الإنسان لا يكون إنساناً بمجرّد تواجده في الوجود
الإنسانُ أكثر من ذلك بكثير،
وهو ليس إنساناً.
جرّب أن يلقي بظلّه من النّافذة
وكلّما مرّ غريبٌ التقطه وأعاده
جرّب أن يفرغ صوته من شبحيّةِ الصّمت
لكنَ، صوته دميةٌ مكسورة
صوته مسكونٌ بآهات القدماء.
ولأنّ الإنسان –البشر–
لا بدّ سيتصالحون في النّهايةِ مع حزنهم
ليكملوا حياةً مستنسخة…
تصالح مع حزنه
وصافح عذاباته؛ واحدةً.. واحدة
وفي كلّ يدٍ ترك إصبعاً
في كلّ بقعةِ ظلٍ
ترك عضواً…
وها هو الآن،
شجرةُ رملٍ يشربها النّسيم.
بقلم … نورالدين كويحيا
Discussion about this post