طيوف المنى
تدورُ النّواعيـــرُ وَلْهى هُنـــــا
وتهفو هنـــــــاكَ قلوبٌ لنـــــا
وتخفقُ أضلاعُها النّاحِـــلاتُ
كأنّ بهـــا لهفــــــةً مثلَنـــــــا
تدورُ وَتنفضُ أهدابَهــــــــــا
تَرشُّ نَعيماً على وَجهِنـــــــا
هُنا تحضنُ الشَّطَّ صَفْصافةٌ
تطالعُ في الماءِ طَيفاً رَنـــــا
هًنا العندليبُ نديمُ الضّفــافِ
هَواهُ ( المواويلُ ) وَ( الميجنا )
ونايٌ يســــرّحُ آهاتِــــــــــــهِ
فَتُشعلُ آهاتُهُ وجْدَنـــــــــــا
نشيدٌ شجيٌّ يهُزُّ النُّفــــوسَ
نشيجُ النّواعير أم شَجْوُنـــا
هُنا يَستحمُّ الخيالُ بعطــــرٍ
وتزهو بناتُ الرُّؤى مَوْهنــــا
هُنا الحلمُ يسْرحُ ملءَ الفضاءِ
يُراودُ عن نجمةٍ مسكنــــــــا
وكمْ مَرَّ عيدٌ ملاكاً كريمــــــاً
يُكحّلُ أجفانَنا بالسَّنــــــــــى
وَنُغمضُ أعينَــنــــــا كيْ نراهُ
فيبتسِمُ العيدُ في حُلمِنـــــــا
***
تَدورُ النَّواعيــــــرُ نجوى إلى
حَبيبٍ يَتــــوقُ إلى الْمُنْحنى
تغنّي : يعودُ السّنونو غــــــداً
لِيعْقدَ أعــــــراسَهُ ههُنــــــــــا
يعودُ رُفوفاً بوجْهِ الصَّبــــــاح
وَيطوي جَنــــاحَ المدى بَيْنَـنا
غداً يَتهادى الرَّبيعُ الجميــــلُ
تُداعبُ راحــــــاتهُ زهرَنـــــــا
يُضَمّدُ جرحَ النَّوى بِالطّيـوبِ
ويملأُ بِالْمُشْتهى كأسَنــــــــا
يُلَمْلِمُ سِربُ القطـــــــا شَملَهُ
يباركُ في الْمُنْحنى شملَنــــا
غداً نستفيقُ وننسى الأسى
” ونغرقُ في دافئاتِ الْمُنى ”
يلملمُ سِرْبُ القطا شمـــــــلَهُ
وينهلُ ما شــــــاءَ من وِرْدِنا
تَذُرُّ النّواعيرُ دمعَ السُّـــــرورِ
وتختالُ في الماء جَذلى بنـا
وعاصي الهوى يَنْــثـني طائعاً
يُظلِّلُ صفْصافُهُ شَمْلَنـــــــــــا
غداً نلتقي بطيــــــوفِ الْمُنى
ويبسِمُ عيدُ الهنــــــــــا عندَنا
رضوان الحزواني
سورية
Discussion about this post