بقلم د.. بوخالفة كريم _ الجزائر
انهم يكرهونهم بيساطة لانهم يكشفون زيف افكارهم ومدى هشاشتها، هم يريدون الناس والشعوب ان تقول نعم لكل شيء مهما خالف بذلك منطقيتهم وانسانيتهم ..يحبون ان تكون الناس قطيعا.. هم يريدون اجترار نفس الافكار التي عاشوا وتربوا عليها وتلقنوها دوما ولم يفكروا يوما بمدى منطقيتها ومصداقيتها..
هم لايكرهون المثقفين او الاذكياء فقط المفكرين طبعا المثقفين والاذكياء تلقنوا موروثاتهم مع العادات فهم يعيشونها ببساطة ويرونها عادية بل يرون خرافاتهم مهما كانت لامنطقية انها منطقية ومهما كانت اخلاقهم بمعتقداتهم خاطئة وتخالف انسانيتهم فليس عندهم مشكلة ..هم ينطلقون من انها حقيقيات مسلم بها لايمكن الشك بها ابدا وغير قابلة للنقاش فهي حقائق مطلقة..
اما المفكر فمبدأه الرئيسي هو الشك ولايمكن ان تجيبه بأي جواب دون ان تقنعه فهو ان تركك لم يترك سؤاله سيبقى يبحث عن الحقيقة حتى يجدها وان لم يجدها يبقى رافضا لاي مسلمات لايمكن الشك بها..
المفكرون دوما محاربون لان رجال الدين والسياسة تحب شعوبها قطيعا من الاغنام تقول نعم لكل شيء وتسير وراء راعيها الاعمى اما المفكر فهو الذي يقول لا.
انه يعترض ولو كلفه ذلك حياته.. وغالبا مايدفع المفكرون حياتهم ثمنا لافكارهم المناهضة للمجتمع المغيب.. وان لم يخسروا حياتهم يخسرون محبة الناس واحترامهم وتجدهم منبوذون لااحد يتقبلهم لكن ربما بعد موتهم يقتبسون عباراتهم وافكارهم ويلقونها هنا وهناك ويدركون بعد رحيلهم كم كانوا مظلومين.. المفكر يموت لكن تبقى افكاره تصارع في ساحة الخلود ضد الجهل والظلم والاستبداد والعبودية.
Discussion about this post