السجال الشعرى
بين
الشاعرة
فوزية شاهين
( مصر )
والشاعر
براء الشامي
( سوريا )
.
.
براء الشامي
حتى وإنْ وصفوكِ بالخنساءِ
أشرقتُ قبلكِ والشروقُ ضيائي
أنا آدمُ الزاهي بنعمةِ ربهِ
بدءُ الخليقةِ، ليس مِنْ حواءِ
وتساءلي يا (فوزُ) تلك نصيحتي
هل أنتِ حقًّا…. أنتِ ندُّ براءِ
………
فوزية شاهين
صوتٌ يناوشني على استحياءِ
ويداهُ ممسكةٌ بطرفِ ردائي
ويسيرُ تياهًا بجبةِ شاعرٍ
وكأنهُ ملكٌ على الشعراءِ
لم يدرِ أني ندُّ مَنْ نازلتُهم
وجميعُ مَنْ نسج القريضَ ورائي
………
براء الشامي
أنا لي دمشقُ وتلك أعظمُ رايةٍ
فيها عقدتُ مدى الزمانِ لوائي
وشربتُ مِنْ بردى صفاءَ عروبتي
بردى انتماءٌ لا مجرّدُ ماءِ
وحقيقةُ السوريّ أنَّ عرينهُ
ما زال يسمو في ذرا العلياءِ
………
فوزية شاهين
وأنا عروسُ النيلِ قلبي حنطةٌ
ويدايَ سنبلتانِ للفقراءِ
مصريةٌ رسمتْ خرائطَ عزِّها
وعزيزُها أعطى بكلِّ سخاءِ
بي معجزاتٌ مِنْ عصا موسى ولي
نسبٌ طهورٌ مِنْ أبي الزهراءِ
……..
براء الشامي
أنعم بأحمدَ لا أزيدُ على الذي
خُتمتْ بهِ العلياءُ في الإسراءِ
لكنني للفخرِ آيةُ مَنْ تلا
كُتبي لديكِ وأنتِ من قُرّائي
وإذا انسحبتِ فلا جناحَ لأنني
أعفو، فكوني اليومَ مِنْ عُتقائي
…….
فوزية شاهين
لن تُرهقَ القلمَ العنيدَ بفعلةٍ
مرسومةٍ ببراعةٍ وذكاءِ
فأنا الحقيقةُ ، والمجازُ يلفني
وسوايَ محضُ تكلفٍ وهباءِ
مصريةٌ هرمُ التفاخرِ في دمي
وعلى جبيني درةُ الأمراءِ
……..
براء الشامي
أوَ تجرئينَ على الذي بُنيانهُ
بلغَ السحابَ وتاهَ في الأجواءِ
وتناظرين الطودَ في عليائهِ
ومثالهُ استعصى على النظراءِ
أصغي لشعري ذاكَ حسبكِ كلَّ ما
قلتيهِ لا يرقى إلى الإصغاءِ
………
فوزية شاهين
أصغيتُ لكن لم أجد أحجيةً
ترقى بشعرِكَ للسماء إزائي
فأنا عبرتُ المستحيلَ ولم أزل
أبني حصوني في سما جوزائي
جاوزتَ حدَّ المُمكناتِ ، نعم…
.. ولكن كلُّ من ناظرتَهم أبنائي
……..
براء الشامي
في نشرةِ الأخبار كنتُ المُبتدا
وأتيتِ أنتِ بآخرِ الأنباءِ
إظهارُ تنوين القصيدةِ حرفتي
وهي التي تتلوك بالإخفاءِ
وإذا نظرتِ إلى السماءِ فأقصري
لن تبلغي ما عشتِ سقفَ سمائي
……..
فوزية شاهين
إن كنتُ آخرَ من تلا شعرًا فها
أنا قد سبقتُ أوائلَ الشعراء
وجلستَ وحدَك تحت آخر مَقعدٍ
في الظلِّ تقبسُ من سنا أضوائي
شمسُ القصيدِ أنا فهل كفاكَ..
.. تحجبُها وتُطفئُها بقطرةِ ماءِ؟؟؟
………
براء الشامي
هل تقبلينَ الصلحَ؟ أنتِ كريمةٌ
بل أنتِ بنتُ أوائلِ االكرماءِ
وبوصفكِ الخنساءَ كنتِ جديرةً
مَنْ ذا سواكِ حفيدةُ الخنساءِ
شدّي يديكِ على يديَّ فإننا
نصبو معًا لهزيمةِ الأعداءِ
……….
فوزية شاهين
الأبجديةُ تحتفي بالصلحِ بين…
كريمةٍ وابنِ الأصولِ ( براء)
ومحبةٍ محمولةٍ من ومضةِ..
.. الألف البهي إلى صفاءِ الياءِ
أكرم بشاميٍّ تورَّد وجههُ
لما رضيتُ يكونُ مِنْ رفقائي
………..
براء الشامي
ما نحن إلا شمعةٌ عربيةٌ
ظلتْ تنيرُ الدربَ في الظلماءِ
إنْ كان للأغرابِ بعضُ مودةٍ
فلنا بمصرَ الحبِّ بحرُ إخاءِ
عربٌ يكللنا الفخارُ وأرضنا
مزهوّةٌ بفصاحةِ البُلغاءِ
………..
فوزية شاهين
من أولِ الدنيا لآخرِ نقطةٍ
للضوءِ تبقى يا (براءُ) برائي
وتظلُّ مصرُ الأمَّ للدنيا ..
.. وسوريَّا الحبيبةُ في البلاءِ دوائي
أخوينِ صرنا بعد طولِ تغربٍ
لا جسرَ يفصلنا بُعيدَ لقاءِ
…………
براء الشامي
لا فرقَ إنّا موطنٌ أسماؤهُ
اختلفت بظلِّ توحّدِ الأبناءِ
ولتسلمي يا مصرُ كنتُ لكِ الفدا
فرخيصةً تجري فداكِ دمائي
يا “فوزُ” أنتِ قصيدةٌ ما زُلزلتْ
حتى أمامَ فطاحلِ الشعراءِ
…….
Discussion about this post