نوافذ حالمة
بقلم الشاعرة ……رشا فاروق
**********
مولعةٌ روحي
بحكايا الشتاءِ الغامضة!!
حكايا..
كان يرويها أبي، في ليالٍ ماطرةٍ
حول بقعةٍ من نارٍ يتسلّلُ منها الدفءُ إلى مفاصل جسدي..
فترنو عيوني
نحو نهرِ كلماتِهِ كأنّها مُتَسرّبةٌ
من كتابٍ للأساطير!!.
تتقوقعُ فى خيالاتي البريئةِ فتبني لي مدينةً من وردِ الأحلامِ خارجَ حدودِ الواقعِ المالحِ ، بتفاصيلِها البسيطةِ المصحوبةِ بضحكاتي ، وهمساتي
ولمساتٍ حانيةٍ
من غصنِ شجرةِ أيامي..
إذْ كلما نظرتُ إليها ربّتَتْ على أجنحةِ كتفيَّ
فأصبح طائراً محلّقاً،
يرفرفُ في سمائهِ بمشاعرَ أمانٍ وفرح..
ومازلتُ أرى تقاسيمَ وجههِ الملائكيِّ
فتزدهي بها لوحةُ قلبي،
تنتشلُني أضواءُ أحاديثِهِ المنسكبةُ بلغةِ الاحتضانِ، تحميني
من العتمةِ
من ضبابيةِ غابةٍ مجهولةٍ،
مسكونةٍبالخفافيشِ
والأفاعي الماكرةِ ما زلتُ أراقبها حتى اللحظةِ
من كل زاوية،
حتى لا تتسلّلَ خلسةً
فتتوسد مرايا طفولتي ،
تغتالُها بلا شفقةٍ بأصابعَ متحجرةٍ وتحصي عددَ أمنياتي ،
تطحنُها،
تنثرُها فُتاتاً لغربانِها المتواريةِ خلفَ خيوطِ شمسٍ زائفة ..
أعودُ
فأسترقُ السمعَ
لموطنِ دندناتٍ نافذةٍ إلى مسامعي من أوتارِكَ الرخيمةِ الممتلئةِ بالمحبةِ والشجن .
وأتغرغرُ بحروفِكَ الدافئةِ
كي أُبعد لسعاتِ البردِ الصاعدةَ
من جمراتِ روحي
قبل أن تكسرَني يد الرياح
بما لا تشتهي الأنفسُ
وتقتلعَ درعي الواقي ،
تصنعُ من دموعي مطراً مشتعلاً لشتاءٍ قادمٍ
يُغيّرُ محطاتِ رحلتي،
يغلقُ نوافذي الحالمة ..
يضع فواصل ونقاطاً
لفصل جديدٍ
من رحلةِ الحياةِ بحبرِ الوريد ..
تتصاعدُ غيماتُ وحدتي
ممزوجةً بأغنياتِ الحزنِ المخبأةِ
بين شواطئِ نبضي المتوّجِ بسماءِ الرحمةِ
إلى حين تحرّرَ أنايَ
من هذيانِ الوجعِ وأصبحَ قصيدةً حالمةً باليقين ..
بقلم الشاعرة ……رشا فاروق
Discussion about this post