بقلم الأديب … غازي شحادة قيس
إياكم والتجارة بكرامة المريض والفقير واليتيم والمعوز …!!
أسمع صدى صراخ الضمير معاتباً ولاعناً كل من يتاجر ويدعو بصوتٍ عالٍ أو عبر وسائل الإعلام كافة،ومن أيسرها صفحات التواصل الإجتماعي إلى القيام باحتفالاتٍ مخصصةٍ لجمع الأموال لمساعدة المرضى والفقراء والمحتاجين والمعوزين والمعدمين…ففعل الخير لا يحتاج لإقامة المهرجانات والإحتفالات والدعايات تحت شعارات برّاقة ظاهرها مساعدة أصحاب الأمراض المستعصية وباطنها التجارة بكرامة المرضى والفقراء والمعوزين…
إن أجمل العطاء ما كان في الخفاء!
يقول المريض والفقير والمعوز :
لا تستخدم إسمي لتشحذ على ظهري وتجمع ثروةً بالحرام …
يقول الإمام علي :
ما جمع مالٌ إلّا من شحٍّ أو حرام!
ويقول المسيح :
إذا أردت أن تصنع معروفاً فلا تدع يدك اليسرى تعلم ما فعلته اليمنى!
أفضل الإحسان ما كان في الكتمان .
إن المجاهرة بفعل الخير يفرغ الفعل من مضمونه فيكون أجره هنا مدفوعاً سلفاً مع الفائدة بلا فائدة…
ثلاثة أمور تكسر ظهر الإنسان ؛موت حبيب،وحاجة الناس،ومرض عضال لا شفاء منه،فمن أراد تقديم المساعدة فليقدمها بصمت ولا يروج لها على وسائل التواصل الإجتماعي بغية الشهرة وجمع المال عبر التسلق على ألم المريض والفقير والمحتاج…
طوبى لمن عمل خيراً بصمت فأجره على الله محفوظ أضعاف ما يجود به،أما من طبّل وزمر وأعلن وجاهر بفعل الخير فلا أجر له …
كرامة الفقير والمريض والمعوز ترفض ذل العطاء العلني من أصحاب الشهرة والدعاية والتقاط الصور لتوثيق المساعدة المذلة …
الإنسان لا يموت من الجوع ،يموت من القهر والإذلال …
فإياك أن تقتل المريض والفقير والمعوز واليتيم مرتين ،فدمعة هؤلاء لعنة على كل من يتاجر بكرامة
الإنسان !
وأمّا السائل فلا تنهر وأمّااليتيم فلا تقهر وأمّا بنعمة ربك فحدّث…
Discussion about this post