نَشِيدُ العُمْرِ وَالِاخْتِيَار
يَا رَبَّ عُمْرٍ
يَشُدُّ سَاقَيَّ إِلَى الطَّرِيقِ،
وَيُخَفِّفُ ثِقَلَ التَّمَنِّي
حِينَ يُتْقِنُ الِانْتِظَارَ فَنَّ الخَسَارَةِ.
الشَّبَابُ
رَغِيفُ الوَقْتِ،
تَأْكُلُهُ السِّنُونَ قِطْعَةً قِطْعَةً،
وَنَبْقَى نُلَوِّحُ لَهُ
بِدُعَاءِ الحَنِينِ.
الأَيَّامُ
عَجَلَةٌ لَا تَلْتَفِتُ،
تَدُورُ…
وَيَتَنَاثَرُ العُنْفُوَانُ
كَوَرْدٍ خَانَهُ الغُصْنُ.
نَنْدَمُ
لَا عَلَى السُّقُوطِ،
بَلْ عَلَى فُرَصٍ
مَرَّتْ خَجِلَةً
وَلَمْ نَفْتَحْ لَهَا البَابَ.
التَّرَدُّدُ
لِصٌّ مُهَذَّبٌ،
يَسْرِقُ مِنَ القَلْبِ نِصْفَهُ،
وَيَتْرُكُنَا
نُحَدِّقُ فِي الخَسَارَةِ
بِاسْمِ الحِكْمَةِ.
وَحِينَ يَفُوتُ الأَوَانُ،
نُجِيدُ الحِسَابَ،
وَنَكْتَشِفُ
أَنَّ الخَطَأَ
لَمْ يَكُنْ فِي الطَّرِيقِ،
بَلْ فِي التَّوَقُّفِ.
تَقْرَعُ الغِوَايَةُ طُبُولَهَا،
وَيَطِلُّ السِّحْرُ
بِجُنُونٍ جَمِيلٍ،
فَتَتَعَارَكُ فِينَا الإِشَارَاتُ
حَتَّى نَذُوقَ المَعْنَى
عَارِيًا مِنَ الخَوْفِ.
لَيْتَ قَمَرِي
لَا يَغِيبُ عَنْ صَدْرِي،
وَلَيْتَ قَمَرَ السَّمَاءِ
يُصْغِي
لِكَلَامٍ وُلِدَ مِنْ شُقُوقِ القَلْبِ.
أَنَا المَسْحُورُ
بِجَمَالِ العَطَاءِ،
بِالحُبِّ
حِينَ يَصِيرُ لُغَةَ الكَائِنَاتِ،
وَسِرَّ البَقَاءِ.
أَبْحَثُ عَنِ السَّلَامِ
فِي مَزْرَعَةِ الأَحْلَامِ،
أَسْقِيهَا بِالمَوَدَّةِ،
وَأَحْيَانًا
بِسِحْرِ المَحَبَّةِ.
وَتُسَاقُ جُمُوعُ العُشَّاقِ
إِلَى قَصْرِ القُلُوبِ،
حَيْثُ لَا حُرَّاسَ
سِوَى الصِّدْقِ.
فِي رَوْضَةِ المَشَاعِرِ
لَا قَرَارَ لِشَاعِرٍ،
القَرَارُ
لِلْعَاطِفَةِ
حِينَ تُمْسِكُ بِيَدِ العُمْرِ
وَتَقُولُ:
امْضِ…
فَالطَّرِيقُ
يَبْدَأُ الآنَ.
وَحِينَ نُرْهِقُ الرُّوحَ
بِكَثْرَةِ الأَسْئِلَةِ،
تَجْلِسُ الحَقِيقَةُ
قُرْبَنَا بِصَمْتٍ،
تُرَبِّتُ عَلَى كَتِفِ الشَّكِّ
وَتَهْمِسُ:
لَيْسَ كُلُّ مَا نَبْحَثُ عَنْهُ
ضَائِعًا،
بَعْضُهُ فَقَطْ
يَنْتَظِرُ شَجَاعَةَ الوُصُولِ.
نَحْمِلُ قُلُوبَنَا
كَأَكْوَابٍ مِنْ ضَوْءٍ،
إِنِ امْتَلَأَتْ خَوْفًا
انْكَسَرَتْ،
وَإِنِ امْتَلَأَتْ حُبًّا
أَضَاءَتِ الدَّرْبَ
لِمَنْ يَأْتِي
بَعْدَنَا.
بقلم الشاعر
مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































