بقلم … راضية عبد الحميد
عن شيء اسمهُ الكذب …
نحن جميعًا نُدرك أنّ الكذب شيء دميم لا أخلاقي، كما أنّه ممقوت لدى جميع الأمم والدّيانات، وأنّه سلوك شائن قبيح شرعًا وعقلًا وفطرة، إذ يُؤدّي بصاحبه إلى الفجور والفجور يهديه إلى النّار، ويُوّقع في حمأةِ النّفاق، ولكن مع الأسف الشّديد أصبح غريزة قذرة يمارسها البعض دون خجل أو حياء.
كثيرا ما نتلاعب بالحقيقة ونظنّ أنّ تلك الكذبة ستُقرّب مِنّا الطّرف الآخر، أو إذا ما زيَّفنا الحقائق سنحصل على ما نريد!
أنت هنا تكذب على نفسك قبل أن تكذب على النّاس، ولن تضرّ إلا نفسك
يقول بعض الفلاسفة: من عرف من نفسه الكذب لم يصدّق الصَادق فيما يقول، ثمّ إنّ الشّخص المعروف بالكذب لا يمكنه أن يَصْدُق في شيء أبدا وإن صدق!
وكيف يصدِق المذّاق وهو لم يصدُق مع نفسه!
هذه المعايب والمقابح من خُلّة الأصاغر، لا يمذقُ إلا من قلّت ثقته بنفسه، أو من كان به صفاقة وفي هذا يقول الشّاعر:
لا يكذبُ المرءُ إلّا من مَهانتهِ
أو فِعله السّوء أو من قِلّة الأدبِ
ما الّذي يستدعي الكذب؟
قال لي البعض، قد نضطر للكذب أحيانًا حتّى نحمي أنفسنا!
ومِمّن تحمي نفسك؟!
احمِ نفسك من نفسك أوّلا!
وربّما نكذب لأنّنا اعتدنا الكذب!
وربّما نكذب حتّى لا نفقد عزيزًا، لو كان حقًّا عزيزًا لما كذبنا عليه!
وربّما نكذب لِنحقّق غايةً أو أهدافًا شخصية
وربّما نكذب لِنُجَمّل ذواتنا في أعينِ النّاس!
وقد نبالغ في الكذب لإثارة الإعجاب!
من أقبح ما رأيت في هذه الخصلة الشًائنة، أن أرسل لي مرّة صديق صورة أخيه المُتوفي، على أنّه هو المُتحدّث معي حتّى أُعجب به وأقع في غرامه!
استغربت بادىء الأمر كما أنّني شككت بأمره، وانصدمت أكثر حينما اكتشفت الحقيقة!
حتّى الموتى لا يمكنهم أن ينعموا تحت التّراب؟!
يا للعجب!
حبلُ الكذب قصير جدًّا، وكلّ علاقة كانت بدايتها كذبًا لن تنجح على الإطلاق، لا ينبغي أبدًا أن نُمارس الكذب في علاقاتنا لأنّها ستموت في النّهاية!
أصبحنا نتوقّعُ كلّ شيء من النّاس إلّا أن يكونوا صادقين بعواطفهم!
المُماذقة في الودّ من أحقر وأخبث الأحاسيس على الإطلاق
دعنا نتّفق يا صديقي أن يكون الطُّهر والنّقاء عنوان العلاقة من البداية،
إن أجمل ما تُقدّمه لأحدهم في هذه الحياة هو الصّدقُ والوفاء، والوفاء أصل الصّدق
كُن صادقًا مع نفسك أوّلًا
كن صادقًا في حُبّك
وفي كلّ كلمة تقولها
في كلّ نفس تتنفّسه
في كلّ إحساس تعيشه
في كلّ خُطوة تخطوها
كن صادقًا قولاً وفعلًا.
بقلم … راضية عبد الحميد







































Discussion about this post